وظفت الإشاعة في الحروب كأداة قوية لإضعاف الخصوم وفي بيئة العمل هي مرض خطير يصدر عن أصحاب النفوس الخبيثة والمريضة محاولة للنيل من شخص أو اشخاص قد أشتهروا بمكارم الأخلاق والهمم العالية وتميزوا عن أقرانهم لزعزعة الثقة بهم والتخفيض من هممهم والتأثير على سلوكايتهم للنزول بهم الى ادنى مستوى من السلوكيات غير السوية او مجاراة أصحاب الاشاعة في سلوكياتهم، فمحاولة النيل من زميل في بيئة العمل بواسطة الاشاعة والتكهنات والافتراءات اول ما تحرق لسان قائلها لإنه قد اطلع الناس على ما يكنه قلبه ويخفيه من حقد وحسد وسم زعاف يرمي به المجتهدين والفضلاء وان هذا الحاسد لا يشفيه الا زيادة فضائل المحسود وعلو همته ونجاحه، اما عن الاشاعة فلن يمضي عليها وقت الا وقد اصبحت رمادا لن تصيب الا قائلها نعم ان اصحاب الوشاية لا يبرحون مكانهم لأنهم اقزام بأقوالهم وأفعالهم ولأن الجميع سيكتشف سواد قلوبهم ونجاسة جوفهم وان كان ما يلبسون الا بيض الثياب واثمنها، فإن الوشاية بأصحاب المكارم والاخلاق والهمم العالية مصيبة كبيرة وجرم فادح بحق الاخ المسلم وبحق العمل وبحق المجتمع يلزم معه الاخذ على يد مثل هذا الواشي الذي يحمل معول الهدم لا البناء والركون لا التطوير، ان بيئة الابتكار وبيئة التحفيز وبيئة الاجتهاد كلها تنصب في مصلحة بناء وتطوير وإعلاء يد مثل هذا الواشي الذي يحمل معول الهدم لا البناء والركون لا التطوير، ان بيئة الابتكار وبيئة التحفيز وبيئة الاجتهاد كلها تنصب في مصلحة بناء وتطوير وإعلاء شأن هذا الكيان الصغير (بيئة العمل) ومن ثم يصب في مصلحة كيان هذا الوطن الكبير العزيز الغالي، فالوشاية إثمها كبير وقد حذر الاسلام من النميمة يقول عز من قائل (ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم) ويقول تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) ان الله تعالى قد ذكر عباده بأن عليهم ان يتبينوا ويتثبتوا اذا ما سمعوا قولا من مفسد وان كان ظاهره غير ذلك فالواجب التبين والتثبت من صحة ما يشيعيه هذا المريض الحاقد عن زميل او صديق له في مجال عمله لأنه ما اشاع الاشاعة الا لغرض الافساد والتي تولدت أساسا عبر الغيرة و الحسد وتحولت بعد ذلك وأصبحت حقدا ينفجر في أي لحظة لينشر السم وليعكر به طهارة الحياة ونقائها، فالواشي لن ينال من وشايته الا الاثم الذي قد توعد الله به الواشين (كبرت كلمة تخرج من افواهم ان يقولون الا كذبا)، فالواشي خصيم نفسه مسىء لنفسه اولا وواضعا اياها في القائمة القاتمة السوداء محاولا التشويه والتشويش على غيره، اما الشخص الناضج العاقل والموظف الهمام فلن يتأثر في يوم من الايام بمثل هذه الاشاعات لأنها وسام علو ورفعه وشهادة ثقة وتميز ترفع من شأن المحسود الموشي عليه امام الله لإكتسابه الاجر والثواب وتحط من قدر الواشي الحاقد لأنه اصبح عند الله آثم استحق عقاب ربه بما اشاع من فساد وأمعن به من افساد في المجتمع فلكل موظف سائر في ركب التميز والابداع والاجتهاد ولديه روح المنافسة الشريفة المباردة نقول لن يخلوا طريقك من الصعاب ولكن بالاصرار والعزيمة ومرضاة الله أولا ستصل لأنك عامل بناء في محيطك ومجتمعك وفي وطنك الذي ينتظر منك الكثير الكثير فكل مجتهد في عمله مبدع فيه هو مواطن صالح وكل واش نمام قد سلط لسانه وفتح قلبه ومكتبه لقلة العمل الذي يقوم به لا يذاء عباد الله المخلصين العاملين النافعين فهو هادم لكل مميز. عيسى بن جاسم المصبح الدوسري