سواء بدأ التفاوض بين اسرائيل وسوريا من الصفر كما جاء في رد شارون على دعوة الاسد لمعاودة التفاوض او احتمال الشروع به من النقطة التي توقف عندها في كانون الثاني يناير 2000م فان اسرائيل سوف تعود من جديد كما عهدتها سوريا وعهدها العرب اجمعون الى التملص من التزاماتها والمراوغة للافلات من أي توجه قد يدفعها للانسحاب من مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ عام 1967 والتي ضمتها اليها عام 1982 واذا كان الامل يحدو دمشق باستجابة اسرائيل لاستئناف التفاوض عند النقطة التي انتهت اليها فهو أمل قد يخيب الا بضغوط امريكية معينة رغم ان شارون وفقا لتلاعبه بالالفاظ صرح انه قد يدرس هذا الاقتراح السوري لان اسرائيل على حد زعمه (تريد السلام مع كل جيرانها) والسلام على الطريقة الشارونية يعني الاحتفاظ بالارض والامن معا وعدم تفكيك المستوطنات الاسرائيلية القائمة على الاراضي الفلسطينية المحتلة والمضي قدما في اقامة الجدار العنصري الفاصل وتأجيل البحث في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة الى اجل غير معلوم، وشارون يريد من العرب اجمعين ان يوافقوا على هذا السلام الجائر الذي يمثل تحديا لارادة المجتمع الدولي واستخفافا بالامة العربية، وحتى اذا قبل شارون بعودة المفاوضات مع دمشق فانه سوف يقبل بها دون شروط مسبقة اي دون استمراريتها من النقطة التي انتهت اليها، وهذا يعني انه يريد كسب الوقت وتمييع المطالبة السورية بانسحاب اسرائيل من مرتفعات الجولان ومحاولة ترسيخ أمر واقع مرفوض بمواصلة الاحتلال ورفض القرارات الأممية ذات الشأن بالانسحاب.