وصل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى دمشق ظهر أمس في زيارة قصيرة تركزت حسب المصادر حول الوساطة التي يقوم بها بين سوريا واسرائيل لاحلال السلام مقابل الانسحاب من مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل منذ 1967.وفي تصريح قبيل اقلاع طائرته من مطار أنقرة اشار أردوغان الى احتمال تحقق لقاء قريب بين قيادات كل من سوريا واسرائيل واضاف ان العادة المتبعة تكون باجراء المباحثات اولا بين المسؤولين وتتمخض عن لقاء الزعماء في حالة حصول تقدم ايجابي ملحوظ. وقال أردوغان ان السياسة الخارجية الفاعلة التي تمارسها تركيا في المنطقة واجواء الثقة التي أثارتها فرضت عليها القيام بدور الوساطة في قضية الشرق الاوسط بين سوريا واسرائيل مضيفا بانه اجرى اتصالات مع مسؤولي كلا الجانبين من اجل احلال السلام في المنطقة واكد كذلك بان الدبلوماسية التركية الفاعلة في المنطقة ستكون لها آثار ايجابية على مسار العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية ايضا. والتقى اردوغان بالرئيس بشار الاسد ورئيس الوزراء محمد ناجي عطري ونقل اليهما تفاصيل الاقتراح الذي طرحه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بشأن الانسحاب من الجولان مقابل السلام. وعبر الرئيس السوري خلال لقائه مع رئيس الوزراء التركي عن استعداد بلاده لمواصلة التعاون مع تركيا في كل ما يحقق أمن واستقرار المنطقة. وكان الرئيس الأسد عقد جلسة مباحثات مع أردوغان خلال استقباله له صباح أمس السبت تم خلالها بحث العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين وخاصة العلاقات الاقتصادية ودور رجال الأعمال في تطوير التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات، كما تناول اللقاء الأوضاع الراهنة في المنطقة وخاصة في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة. ووصف السيد أردوغان محادثاته مع الأسد امس بأنها كانت مثمرة وناجحة وأن زيارته لدمشق ساهمت في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين وعلاقات الصداقة والأخوة بين الشعبين. وحسب مصادر دبلوماسية تركية فقط أطلع أردوغان الأسد على نتائج الوساطة التركية بشأن استئناف مفاوضات السلام بين سوريا وإسرائيل والمتوقفة منذ عام 2000والتي اسفرت عن اعلان رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت عن استعداده للانسحاب الاسرائيلي الكامل من الجولان السوري المحتلة مقابل عقد اتفاق سلام بين سوريا واسرائيل. وغادر رئيس وزراء تركيا دمشق مختتما زيارة عمل قصيرة افتتح خلالها مع رئيس مجلس الوزراء السوري محمد ناجي عطري فعاليات الملتقى الاقتصادي السوري التركي الاول بمشاركة رجال اعمال من سوريا وتركيا ودول عربية واجنبية. بدوره اكد رئيس الوزراء التركي في كلمه ألقاها في افتتاح الملتقى الاقتصادي ، على متانه العلاقات التركيه - السورية، وقال: ان "الشعبين في سوريا وتركيا مثل الظفر واللحم، فلا يمكن فصل الظفر عن اللحم". واضاف "ان الشعبين السوري والتركي هما شعبان اخوان بلا أية مناقشه". من جانبه استبعد عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب العمل افرايم سنيه امس توصل إسرائيل إلى اتفاق سلام مع سوريا. وقال سنيه في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية "أشك إلى حد كبير في احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا فالفجوة في مواقف الجانبين كبيرة جداً ولا يمكن تضييقها". وكانت تقارير تحدثت عن نقل إسرائيل رسالة إلى سوريا باستعدادها الانسحاب من هضبة الجولان مقابل تحقيق السلام بين البلدين. الى ذلك بعث عدد من مسؤولي المستوطنات الاسرائيلية في الجولان المحتلة رسالة الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يطالبون فيها عدم وضع شرط الانسحاب من الجولان أساساً لمفاوضات السلام المزمع اجراءها بين سوريا واسرائيل. وقالوا في ايماءة الى ضم ولاية الاسكندرونة الى تركيا في عام 1939أن هذا الاسلوب يحقق حلاً عادلاً وعملياً لمسألة الجولان أيضاً. وشارك الحاخامات اليهود في النقاش معلنين أن مرتفعات الجولان جزء لايتجزأ من الأرض التي منحها الله لهم وأنهم سوف لن يتنازلوا عنها لغير اليهود أبداً. وصرح الحاخام يغال آريل والحاخام يوزيف ليفي أن شرائعهم الدينية تحظر التنازل عن الجولان