عزيزي رئيس التحرير كلنا يعلم ان منظومة العلاقات الإنسانية في مجتمعاتنا العربية محكومة بالأعراف المنبثقة عن ديننا الحنيف غايتها ضمان المصلحة العامة للناس كافة (الضعفاء منهم خاصة) فهي قد حضت هؤلاء الناس على التعاون والترابط والمحبة. فلو نظرنا الى علاقة الآباء بأبنائهم الأطفال من ناحية التربية الصحيحة, في غالب الأحيان نجدها متوترة او شبه منقطعة لانها أصبحت ممزوجة بالعنف والإيذاء سواء كان نفسيا او بدنيا, فهذه تعتبر قضية بحد ذاتها يجب ان تطرح لكي تواجه حلولا مناسبة تردعها, فلا شك انها قضية تؤرق مضاجع الكثيرين.. آباء ومعلمين. باحثين ومفكرين. باختصار هي قضية مجتمع.. بل أمة بأسرها. من ناحية الدراسات التي اجريت في نطاق مثل هذه القضية نجد ن هناك دراسة قد اجريت سابقا نشرتها احداى الصحف المحلية في الأيام الماضية تصرح عن كشف دراسة حكومية سعودية عن تعرض 21% من الأطفال في السعودية لصورة من صور الإيذاء بشكل دائم, ولو نظرنا الى نسبة الأطفال في أي مجتمع لوجدنا أنهم يشكلون نسبة تصل الى 50% خاصة هنا في المملكة, وأكدت الدراسة التي أجرها مركز مكافحة أبحاث الجريمة بوزارة الداخلية تفشي ظاهرة إيذاء الأطفال في المجتمع السعودي بشكل عام, ويمثل الإيذاء النفسي أكثر أنواع الإيذاء تفشيا بنسبة 33.6% يليه الإيذاء البدني بنسبة 25.3% وغالبا ما يكون مصحوبا بإيذاء نفسي يليه الأهمال بنسبة 23.9%. وأوضحت هذه الدراسة ان أعلى نسبة للأطفال الذين يتعرضون للإيذاء النفسي بصورة دائمة كانت في المرحلة الابتدائية بنسبة 36.4% ثم المرحلة الثانوية بنسبة 36% في المرحلة المتوسطة بنسبة 30%. وأيضا فان أعلى نسبة للأطفال الذين يتعرضون للإيذاء البدني بصورة دائمة كانت في المرحلة الثانوية بنسبة 28.4% أي ان منهم في السنة الأولى من هذه المرحلة الذين يتراوح أعمارهم من 1516 سنة تقريبا هم أكثر تعرضا لأنواع الإيذاء البدني من الفئات الأخرى. ان العنف ضد الأطفال ظاهرة يتحمل وزرها الآباء وحدهم, فلا بد من تجسيد مبدأ الرحمة والعطف والتعامل بالرفق واللين في التربية, فالطفل حساس جدا. ويتأثر بالأقوال والأفعال ممن هم حوله ويتعاملون معه كالآباء والأمهات, والعقاب البدني او النفسي يهدد كرامته ويولد عنده سلوكيات عنيفة. فيجب ان يعيش الطفل في أجواء مطمئنة خالية من الاحباط واليأس فان صعب هذا الأمر فمن الممكن اخذ الطفل من والديه بوضعه في رعاية مؤسسات اجتماعية خاصة توفر له الحنان والرعاية والحق في العيش الكريم. من ناحية أخرى نجد ان التربية الدينية للطفل هي المنقذ الوحيد, فالتربية الدينية المبنية على الاهتمام والرعاية الدائمة بهذه الثمرة الطيبة مطلوبة.. بل هي البديل الأفضل لكل التربيات القديم منها والحديث فهذه التربية تمد الطفل بالأخلاق الحسنة الفاضلة التي تربط بين البيت الآمن والمسجد المؤدّب والمدرسة المربية. وهذه الاعتداءات الممارسة ضد الأطفال من اعتداءات جسدية او جروح او اعتداءات عاطفية مثل الحرمان, الشتم, عدم التشجيع.. التجاهل.. إلخ, فهذا مرده الى ان الشخص الكبير فاقد الدفء والحنان العائلي وعدم نضوجه العاطفي الأمر الذي يجعله يرى في أبنائه او اطفاله عموما مصدرا للتعويض عما فقده. ناصر مطلق الدعجاني الظهران