قررت حكومة بنين تشكيل لجنة تحقيق لتحديد ظروف سقوط الطائرة البوينغ 727 التي تحطمت امس الأول على ساحل كوتونو مخلفة 133 قتيلا و22 ناجيا حسبما افادت آخر حصيلة رسمية أمس الجمعة. واكد مصدر ملاحي جوي في بنين ان الطائرة لم تتمكن من الاقلاع بسبب مشكلة في الوزن فاصطدمت عجلاتها الخلفية بمبنى واقع عند طرف المدرج مما افقدها توازنها فهوت باتجاه الشاطىء. وقال هذا المصدر ان الطائرة (كانت بالتأكيد محملة اكثر من طاقتها او ان الحمولة لم تكن موزعة بشكل جيد). واعلنت رئاسة الاركان البنينية للاذاعة الوطنية العثور على احد الصندوقين الاسودين للطائرة البوينغ 727 التابعة لشركة (يو تي ايه) ومقرها غينيا. وقال وزير خارجية بنين روغاسيان بياو ان الطائرة كانت تقل 161 شخصا بينهم افراد طاقمها العشرة. وعلاوة على القتلى ال133 المعلن عنهم رسميا عثرت فرق الاغاثة بعيد ظهر امس الجمعة على جثة طفل قرب مكان الحادث لترتفع الحصيلة الى 114 قتيلا. وقال الوزير انه تم تقديم الاسعافات ل24 ناجيا الا ان (اثنين منهم توفيا متأثرين بجروحهما). ومن بين الناجين ال22 الباقين هناك 16 لبنانيا. وفي عداد الناجين قائد الطائرة الليبي الجنسية بحسب صحافيين محليين. واعلنت حكومة بنين الحداد لثلاثة ايام اعتبارا من اليوم السبت بينما لا تزال عمليات البحث عن بقية جثث الضحايا متواصلة على الشاطئ الذي يقع في طرف مدرج مطار كوتونو. وفي الساعة الرابعة بعد ظهر أمس الجمعة بتوقيت غرينيتش تمكن رجال الانقاذ مدعومين بفريق الغطاسين الخمسة من الجيش اللبناني من انتشال القسم الاخير من هيكل الطائرة الذي كان مغمورا واكد عسكري في المكان لوكالة فرانس برس عدم وجود اي جثة داخله. ويعتبر تحطم هذه الطائرة التابعة لشركة (اتحاد النقل الافريقي) والتي كانت متجهة من كوتونو الى بيروت اسوأ كارثة جوية يشهدها لبنان منذ بداية الطيران المدني. واعلن وزير خارجية بنين روغاسيان بياو ان (الجرحى القادرين على تحمل السفر سيغادرون مع وزير الخارجية اللبناني) جون عبيد الذي وصل الى كوتونو مع وفد يضم فريقا طبيا وغواصين. اما بالنسبة لجثث الضحايا فانه (يمكن اعادتها في وقت لاحق وفقا للقواعد الدولية) كما قال بياو. لكن جدلا اندلع بين السلطات اللبنانية والغينية حول التراخيص الممنوحة لشركة يو.تي.ايه. واكد وزير النقل اللبناني نجيب ميقاتي امس الأول ان لبنان رفض منح رخصة للشركة (لعدم استيفائها الشروط الفنية المطلوبة). وهو ما نفاه وزير النقل الغيني سيلو ديالو مؤكدا (عدم تقديم اي طلب للادارة اللبنانية لاصدار اي ترخيص ملاحي لهذه الطائرة). وقال ان شركة يو.تي.ايه (شركة غينية قانوينة) طلبت من الادارة الغينية المكلفة الطيران المدني تسليمها شهادة ملاحية و(بعد تحقيقات عادية لم يكن هناك مبرر لعدم تسليمها هذه الشهادة). والشركة مقرها في غينيا ويملكها مغتربون لبنانيون (احدهم كان على متن الطائرة التي تحطمت) وكانت الطائرة تقوم برحلات بين عدة عواصم في غرب افريقيا وبيروت ودبي. يشار الى ان بنين مثل كافة دول غرب افريقيا تضم جالية لبنانية كبيرة كثيرة النشاط في القطاع التجاري. بعض جثث الضحايا عقب انتشالها أقارب الضحايا في مطار بيروت ينتظرون أي أنباء عن ذويهم