استمرت الهجرة اليهودية الى فلسطينالمحتلة في التراجع خلال العام 2003 وتدنت بنسبة 31% مقارنة مع العام الماضي بحسب ارقام رسمية نشرت امس. وقال مايكل ياكيليفيتش الناطق باسم الوكالة اليهودية، الهيئة شبه الحكومية المكلفة بهجرة يهود الشتات، لوكالة فرانس برس ان نحو 24 الف مهاجر نصفهم من دول الاتحاد السوفياتي سابقا وصلوا الى اسرائيل في العام 2003. وتعتبر هذه الارقام ادنى باربعة اضعاف من المئة الف مهاجر سنويا التي كان يتطلع اليها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون خلال السنوات العشر المقبلة. لكن بانخفاض الهجرة اليهودية سيصبح الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 1948 وتلك المحتلة عام 1967 يشكلون الاغلبية في اقل من عشر سنوات وفق التوقعات الديموغرافية. ويعود انخفاض عدد المهاجرين الى تراجع كبير في عدد القادمين من دول الاتحاد السوفياتي سابقا والارجنتين بينما بقيت نسب القادمين من فرنساواثيوبيا على حالها وارتفع عدد القادمين من الولاياتالمتحدة. وفي العام 2002 هاجر 34831 شخصا الى فلسطينالمحتلة في مقابل 44 الفا في العام 2001 و60 الفا في العام 2000. وكانت الارقام المسجلة في العام 2002 للمهاجرين الادنى منذ بدء عمليات الهجرة الى فلسطينالمحتلة من الاتحاد السوفياتي السابق في العام 1990. وقدم 12500 مهاجر خلال 2003 من دول الاتحاد السوفياتي سابقا في مقابل 18500 خلال 2002. ويعتبر نصفهم تقريبا من غير اليهود في معتقدات حاخامات اسرائيل، لكن ذلك لا يمنعهم من الاستفادة من قانون تطلق عليه اسرائيل قانون العودة، حيث يمنحون الجنسية الاسرائيلية بصفتهم اهالي لليهود. وقدم ثلاثة الاف مهاجر من اثيوبيا خلال 2002 وهو ما يعادل نفس العدد خلال السنة الماضية. كما قدم 2500 مهاجر من الولاياتالمتحدة في مقابل 1900 خلال 2002. ووصل 1200 مهاجر من الارجنتين في مقابل 6000 خلال 2002 ونحو الفين من فرنسا وهو تقريبا نفس عدد المهاجرين من هذا البلد خلال 2002. وقالت الوكالة اليهودية ان انخفاض عدد المهاجرين اليهود يعود الى عدة اسباب منها: نضوب الخزان البشري في دول الاتحاد السوفياتي سابقا. فقد انخفض عدد اليهود القادمين في هذه الدول بنحو 45،1 مليون شخص خلال 1989 الى نحو 400 الف اليوم بسبب الاعداد الكبيرة للمهاجرين لا سيما الى فلسطين والى بعض الدول الاخرى مثل المانيا وايضا الى تقدم سن هذه الفئة من السكان. وهاجر الى المانيا خلال السنة الجارية عدد من اليهود او اقاربهم يوازي عدد الذين يتوجهون الى فلسطين على الرغم من احتجاجات اسرائيل على ما تقدمه برلين من تسهيلات لهم. وقالت الوكالة ان هجرة اليهود من الارجنتين الى فلسطينالمحتلة تراجعت كثيرا بسبب تحسن الوضع الاقتصادي في هذا البلد. وفسر خبراء ووسائل الاعلام في اسرائيل هذا التراجع المتواصل للهجرة بتدهور الوضع الامني في اسرائيل منذ اندلاع الانتفاضة في ايلول سبتمبر 2000 والركود الاقتصادي. وليس هناك ارقام رسمية حول الهجرة اليهودية الاخيرة من فلسطينالمحتلة الى الخارج لانه يجب الانتظار خمس سنوات حتى يعتبر المهاجرون اليهود مقيمين في خارج فلسطينالمحتلة، إلا ان الصحف الاسرائيلية تحدثت عن عشرة الى خمسة عشر الف مهاجر سنويا منذ اندلاع الانتفاضة.