المتابع للمزادات العقارية التي تحدث في مدن المنطقة الشرقية يلاحظ فيها إصرار معظم أصحابها على إنهاء مزاداتهم في يوم واحد وكأني بهم يتسابقون على من يكون صاحب الرقم القياسي الأول في بيع مساهمته لكي يضعها في موسوعة جينس للأرقام القياسية والذي يعرف بتسجيل الانجازات أو الاحداث التي تحدث فوق معدل أو مستوى غيره من النوع نفسه، ولكن الباحثين للحقيقة يرون أنه لو مدد المزاد ليوم آخر فإنه سوف ينخفض فيه القبول على الشراء وبالتالي تتدنى أسعار الأراضي فيه وهذا طبعا لا يكون في مصلحة ملاك المساهمة، ناهيك عن مصاريف أخرى تضاف كالعشاء وأجرة المحرجين والخيام وضيافة الضيوف، لذلك يعتمدون على طرح بلكات للبيع بالمزاد ليضربوا عصفورين بحجر واحد، أول هذه العصافير هو تقليل مصاريف الحراج والتي تحسب من ضمن تصفية المساهمة، وثانيها مضاعفة أرباحهم بشرائهم البلكات بأسعار لا ينافسهم فيها أحد، لكي يبيعوها مرة أخرى على صغار المساهمين بزيادة على الأقل 20% فهم لا يكتفون بما ربحوه كأصحاب للمساهمة ولا يكتفون أيضا بقيمة السعي التي تقدر ب 2.5% لتسويق المساهمة ولا باستغلال أموال المساهمين لمدد طويلة تتعدى السنتين والثلاث أحيانا بحجة تطوير المساهمة، كل هذا حصل لأحد حاملي الأسهم والذي يعد من صغار المساهمين حينما أراد أن يشتري أرضاً قد اختارها بأسهمه لم يعط فرصة لأنه أولا لا يتم الحراج على القطع مفردة بحسب اختياره هو بل يتم ذلك بحسب اختيار اللجنة المنظمة للحراج (أصحاب المساهمة) وهم بالطبع غير حياديين في ذلك، وثانيا حتى لو تم له ذلك فإنه يلاقي من يزايد عليه وبالتالي تذهب عليه فرصة العمر التى طالما حلم بها، مما يضطره إلى بيع أسهمه في نفس الحراج ولمن ! طبعا لاصحاب المساهمة وبأقل من سعر التصفية لأنه عارف في قرارة نفسه أنه واقع بين أمرين أحلاهما مر (علقم) بين أن ينتظر التصفية لمدة تتراوح السنة (عند بعضهم) وبين أن يقبل بالسعر المعروض له وهو أقل مرارة من الأمر الأول، فيقبل وتنتهي معاناته والتي استمرت سنتين ونصف السنة على مساهمته في تلك المساهمة والتي تتراوح عدد أراضيها 34 أرضاً حوالي أربعة بلكات، حيث سمح بالمزاد على بلك واحد يحتوي على 9 أراض بالقطعة والباقي تم المزاد عليها بكامل البلك وبذلك انتهى الحراج في ساعة واحدة لهذه المساهمة، والتي استغرقت سنتين ونصف السنة تقريباً في تطويرها ألستم معي بأن هناك في الأمر غرابة تجعل كل من سمع عن هذا المزاد أو شاهده أن يضع عدة تساؤلات، أول هذه التساؤلات: هل مساحة هذه المساهمة الصغيرة والتي تقدر ب 25107م2 تستوجب مدة سنتين ونصف السنة لكي يتم تطويرها؟ وفي المقابل تم المزاد لهذه المساهمة في ساعة واحدة ولم تتم فيه مراعاة صغار المساهمين والذين صبروا تلك المدة ( سنتين ونصف السنة) بأن يتم تمديد الحراج ليوم آخر والبيع فيه بالقطعة وليس بالبلك! هناك الكثير من التجاوزات الخاطئة تحصل في المزادات وإني أطلب عبر هذا المقال من وزارة التجارة والصناعة، والغرفة التجارية ممثلة باللجنة العقارية وضع أنظمة تحول دون تلك التجاوزات وتحمي حقوق المساهمين خاصة صغارهم، لذلك أقترح أن تخصص لجنة محايدة من غير أصحاب المساهمة تقوم بإدارة المزاد مع إيجاد مراقب من اللجنة العقارية يقوم برفع تقرير كامل عن سير المساهمة وإبداء ملاحظاته حيالها لرئيس اللجنة العقارية، وأن يتم تخصيص حوالي 70% من أراضي المساهمة سواء كانت سكنية أو استثمارية أو تجارية للمزاد بالقطعة الواحدة، والبقية الباقية بالبلك حتى لو استدعى الأمر تمديد المزاد ليوم آخر، وبذلك يتم إعطاء أكبر فرصة لصغار المساهمين لكي يشتروا ما يريدون بسعر المزاد وليس بسعر ما بعد المزاد.