أعلنت وكالة الفضاء الاوروبية في باريس أن المرحلة الاخيرة من المهمة الفضائية الاوروبية إلى كوكب المريخ بدأت يوم الجمعة بانطلاق المركبة "بيجل-2" بنجاح لتبدأ رحلة هبوطها على سطح الكوكب الأحمر. وأرسل مركز التحكم التابع لوكالة الفضاء الاوروبية في مدينة دارمشتات بألمانيا إشارة إلى "بيجل-2" بالانفصال عن سفينة الفضاء الرئيسية الساعة 0831 بتوقيت جرينتش. ونظرا لعدم وجود مراقبة حية مباشرة من الارض أمضى مسئولو المراقبة الارضية ساعتين في ترقب انتظارا للتأكد من نجاح المهمة. وقال مايك ماكاي رئيس المشروع في دارمشتات بعد ذلك تسير كل الامور وفقا للخطة. وقال كولين فيلينجر رئيس فريق علماء مهمة "بيجل" بحماس سفينة الفضاء الرئيسية والمركبة "بيجل" في طريقهما للانفصال وسيقدمان لنا هدية مدهشة في أعياد الميلاد. ونظرا لانهما سيقطعان مسافة 4.1 مليون كيلومتر فإن انفصالهما يتطلب بعض الوقت. ومن المقرر أن تهبط "بيجل-2" على سطح كوكب المريخ في 25 ديسمبر الجاري للقيام بعمليات استكشافية على سطحه بحثا عن آثار مياه وأدلة يمكن أن تؤكد وجود حياة على الكوكب. وحيث ان "بيجل 2" ليس لديها نظام دفع خاص بها، فإنه يتعين توجيه المركبة بعناية كبيرة إلى هدفها وهو سهل يسمى "إنسيديس بلانيشا". وبمجرد أن تهبط المركبة البالغ وزنها 70 كيلوجراما على السطح ستتمدد الالواح الشمسية لالتقاط أشعة الشمس لشحن البطاريات، التي تزود المركبة وتجاربها التي تستغرق ستة أشهر، بالطاقة. وحاليا تندفع المركبة الرئيسية والمركبة "بيجل 2" عبر الفضاء بسرعة عشرة آلاف كيلومتر في الساعة. وستعمل جاذبية المريخ على تعجيل سرعة "بيجل 2" لتصل إلى عشرين ألف كيلومتر في الساعة قبل أن تتباطأ حينما تدخل الغلاف الجوى للمريخ. وتحمل المركبة الصغرى "بيجل 2" اسم سفينة أبحاث استخدمها تشارلز داروين صاحب نظرية النشوء عام 1831. وفي نهاية الامر سيتوقف عمل "بيجل 2" حينما تغطي العواصف الرملية معدات جمع الطاقة الشمسية بغبار كثيف بما لا يمكنها من العمل. وستستمر المركبة الرئيسية "مارس إكسبريس" فترة أطول لتدور حول الكوكب لمدة عامين على الاقل حيث انها مزودة بسبع معدات لمراقبة السطح. ومن بينها رادار لاستكشاف المياه يمكنه الرصد لعمق 5 آلاف متر في الصخور. ويقول العلماء إنه إذا كانت هناك مياه تحت السطح فمن الممكن أنها تؤوي أنواعا غريبة من الميكروبات. وانطلقت سفينة الفضاء "مارس إكسبريس" في رحلتها الاستكشافية إلى المريخ في الثاني من يونيو وستكون في حالة نجاحها أول سفينة فضاء تابعة لوكالة الفضاء الاوروبية تزور كوكبا آخر في المجموعة الشمسية. وباستخدام تكنولوجيا من مهمة للمريخ عام 1996 لم تكلل بالنجاح ومن المهمة المقبلة للوكالة المعروفة باسم "روزيتا"، ستحاول هذه المهمة الاستكشافية التي تكلفت 300 مليون يورو "365 مليون دولار" الرد على تساؤلات بشأن الطبيعة الجيولوجية والمناخية والبيئية للكوكب.