ما ان بدأت درجات الحرارة في الانخفاض، حتى امتلأت الصحراء بهواة الرحلات والتخييم، الباحثين عن المتعة والترفيه والجو والنقاء والصفاء، بعيداً عن صخب المدينة وضجيجها. بعضهم يفضل هذه الرحلات لأنها تتيح له ممارسة هوايات مفضلة لديه، وهي متفاوتة، مثل تبادل السوالف والقصص والأشعار، أو لعب الورق أو كرة قدم، أو ركوب الدراجات النارية أو الهوائية أو الخيل، أو التطعيس والاستعراض بالسيارات. آخرون يرون في هذه الرحلات فرصة لاكتساب فوائد، مثل الاعتماد على النفس والتعرف على أشخاص آخرين، أما البعض الآخر فيحذر من خطورتها على الشباب والمراهقين، لأنها قد تجرهم إلى مكامن الخطورة، إذا رافقوا أشخاص سيئين. جو يغري يرى خالد حمد الدويني ان الطقس الذي تشهده المنطقة يغري على الخروج إلى البر والتخييم فيه، فهطول المطر يعشب الصحراء، كما أنه يلطف الجو، والبعد عن ضوضاء وتلوث المدينة محبب لدى الكثيرين.. ويضيف: الخروج إلى البر لا يقتصر على نهاية الأسبوع، فالبعض يفضل الخروج حتى في بقية أيام الأسبوع. سواليف القهوة خليل الشيخ واحد من عشاق الرحلات البرية والتخييم، يقول: البر في الشتاء له طعم خاص، فيكفي الجلسة مع الشباب على الرمال، وتداول السوالف والأخبار، وشرب القهوة والشاي، التي تصنع في البر على الحطب وليس عن طريق الغاز. ويرى فهد السهلي ومصطفى الغشي أن كل ما في البر جميل، خصوصاً اجتماع الأصدقاء. وقت الفراغ آخرون يحلو لهم تمضية وقت الفراغ في البر، ومن هؤلاء عبدالله سعد، الذي يقول: مللنا الجلوس في مجالس البيوت، لذلك نقلنا الجلسة إلى خيمة البر، ونحن نجد متعة كبيرة في ذلك، خصوصاً في هذه الأجواء الجميلة. طباخ البر أما خالد محمد الحصحوص فيفضل الخروج للبر، ليمارس هوايته المفضلة، الطبخ)، يقول: أجد متعة كبيرة في طبخ المندي والطبخات الشعبية الأخرى في رحلاتنا البرية، كما أقوم بأدوار التنظيم والإعداد للرحلة، وتجهيز المعدات والمستلزمات، ولقد تعلمت الكثير من الأمور من خلال رحلات البر. ويؤكد ذلك سعد الفهيد، الذي يقول: رحلات البر تعلم الاعتماد على النفس وخلق ثقة وألفة بين الأصدقاء، كما قد تصنع عداوات بينهم لا سمح الله. التعرف على الآخرين أما نجيب الدولة فيفضل الرحلات البرية لأنها تعرفه بأشخاص آخرين، يقول: نحن مجموعة من الأصدقاء نخرج في رحلات بصورة مستمرة، ولكنني أفضل ان أذهب في المساء إلى المخيمات الأخرى، للتعرف على من فيها، وكسب صداقات جديدة. أخبار وأفلام وينشغل كل من وليد العساف وناصر حمد بقراءة الصحف والمجلات المختلفة، أو مشاهدة التلفاز، خصوصاً الأخبار المحلية والبرامج الرياضية والحوارية، يقولان: صحيح أنها متوافرة في المنزل، ولكن لها طعم أحلى في الخيمة بالبر. ومع ان سلطان العطوي يشاهد التلفاز في رحلات البر، ولكنه لا يفضل الأخبار، بل يميل إلى البرامج الترفيهية والمسلسلات والأفلام. .. وعليّ جمع الحطب ولا يفضل متعب الهزاع الجلوس في الخيمة في الرحلات، بل يفضل ان يتجول ليجمع الحطب، يقول: أنا أجمعه من أجل التدفئة، فالنار فاكهة الشتاء، ولكن أصبح جمع الحطب هواية بحد ذاته لدي. شعر وسوالف أما مهنا صالح الشاهين فيقول: أحلى ما في جلسات البر هي السمر والشعر الذي يلقيه بعض الشباب، الذين يؤلفون الشعر، وكذلك سرد القصص والروايات القديمة، فهذه الجلسات تشجع الإنسان على التحدث والبوح والتغني بالأشعار الوطنية والغزلية. كرة قدم لا يفضل راشد العطيش الجلوس خلال رحلات البر، يقول: البر من أجل الفرفشة وليس الجلوس، فأنا أفضل لعب كرة القدم خلال رحلات الصحراء، وأجد فيها متعة كبيرة، خصوصاً إذا امتزجت بالتحدي والإثارة. التطعيس على الكثبان لا يملك سالم فهد المهناء القدرة على ممارسة التطعيس، فهي تحتاج إلى جرأة، ولكنه يعشق الرحلات البرية، لأنها تمكنه من مشاهدة هواة التطعيس بالسيارات، يقول: هي فعلاً خطرة، ولا يمارسها إلا المتمكن منها، وانا استمتع بمشاهدتهم. ركوب الخيل أما الهواية المفضلة لدى حمد العمر السبيعي خلال الرحلات فهي ركوب الخيل، يقول: ركوب الخيل هوايتي المفضلة، وممارستها في الصحراء أجمل بكثير من ممارستها داخل المدن وحتى في الأرياف والمزارع، فالأفق هنا مفتوح بدون حواجز، لذا أحرص وأصدقائي على ركوبها هنا وإقامة السباقات. دراجات هوائية آخرون يجدون متعة أكبر حين يمارسون ركوب الدراجات الهوائية أو النارية في الصحراء، فوليد العسيري افتتح محل لإصلاح وبيع وتأجير الدراجات في إحدى ساحات بر العيون، يقول: في الشتاء يأتي المئات لممارسة هواية ركوب الدراجات الهوائية والنارية هنا، فالخطورة هنا أقل بكثير من ممارستها وسط المدينة وبين الأحياء. جهود جماعية إبراهيم الدغيم أحد الذين يخرجون في رحلات برية بشكل دائم، يقول: بعض الشباب لديهم مخيم دائم، والبعض الآخر ينصبه بصورة مؤقتة في الشتاء، وهم يتشاركون في كل النفقات والجهود التي تبذل، وهي تعلمهم العمل بروح جماعية. مصدر خطر ومع ان سعد العلي من هواة الخروج في رحلات برية، ولكنه يقول: الأباء ينبغي عليهم ان يلتفتوا إلى رحلات أولادهم إلى البر، فقد يخرجون مع رفقاء سوء، يعلمونهم أشياء غير صحية أو غير أخلاقية، مثل التدخين أو يجرونهم إلى قاع الإدمان، أو غيرها من المخاطر. سموم وحوادث كما يحذر فهد المهناء من مخاطر أخرى للرحلات، يقول: البعض يخيم في أماكن تكثر في العقارب والأفاعي، فيكون عرضة للدغاتها ولسعاتها. كما ان بعض الشباب يتعرضون لحوادث أثناء ممارسة التطعيس أو الاستعراض بالسيارات، كما ان بعضهم يتعرض لحوادث دهس، لأنهم يخيمون بالقرب من خطوط سريعة. جمع الحطب للتدفئة شرب الشاي والقهوة في الصحراء أحلى