أحيا شباب الباحة أيام العيد المبارك بالطلعات البرية والكشتات، حيث قضوا الليالي في السمر والطبخ والقهوة والشاي على شبة النار. ويفضل كثير من الشباب الطلعات بعيدًا عن صخب المدينة، لا سيما إذا كانت هذه الطلعات بعيدة المسافة، حيث يجهز المغرمون بالبر أغراضهم استعدادًا للأجواء الجميلة، ولقضاء بعض أيام العيد بين أحضان الصحراء. فيقول علي الغامدي، أحد الشباب الذين يفضلون الاحتفال بالعيد في البر: للمخيمات البرية في العيد نصيب كبير من المتنزهين، حيث تكتظ المناطق البرية بأعداد كبيرة منهم عزابًا وعوائل، حيث تمثل أيام العيد فرصة للالتقاء بالأقارب والأصدقاء كما أن الأجواء في هذا الموسم ساهمت في استقطاب أعداد كبيرة، فتناثرت الخيام في كل مكان مشكلة لمسات جمالية للمناطق البرية. ويعتبر سعيد الخميس أن نصب الخيام في المناطق البرية شيء يبعث في النفس الراحة ويعتبر فرصة طيبة لتغيير الجو، حيث نتفق مع مجموعة من الأقارب لنصب خيمة في البر معدة بجميع لوازم «الكشتة» كالطبخ ووسائل الترفيه كالترويح عن النفس باللعب بكرة الطائرة والقدم والبلايستيشن. ويقول خميس الدميحان: في ايام العيد تحلو الأجواء البرية ويستطيع الشخص تغيير روتين العيد كما أن للخروج إلى البر في الأعياد وقعًا خاصًا في النفس. ويشير فهد دخيل الله إلى أن الشباب يستغلون مناسبة العيد في طلعات البر التي لم تعد كما كانت عليه سابقًا، فبعد أن كانت طلعة البر تقتصر على الخيمة الصغيرة والحطب وعدة الطبخ أو ما يحلو للبعض أن يسميه “العزبة" أصبحت الآن متطورة كثيرًا حيث غطت على الكثير من الأشياء القديمة التي كانت تستخدم في الماضي. ويقول علي صالح: يستغل كثير من الشباب العطلات والإجازات اما للخروج إلى البر أو الشواطئ والهروب من صخب المدن وازدحامها او استغلالها في السفر إلى مناطق المملكة المختلفة. وفي تلك الرحلات الخلوية التي يلجأ إليها الكثير من الشباب يعتبر التخييم هو الركيزة الأساسية للرحلة، والتي يراها الكثيرون أهم ما يمكن الاستفادة منه في هذه الطلعات. حيث يتعلم الشباب من خلال إقامتهم بالبر عدة أيام العيد من المزايا والخصال الجيدة، منها الاعتماد على النفس، واكتشاف الطبيعة وكيفية التعامل معها، وكيفية مواجهة أي مشكلة وسرعة التصرف حيالها، ولذلك أكد كثير من الشباب هواة التخييم، أن تلك الهواية هي مدرسة بحد ذاتها. ويقول وليد الزهراني إن استغلال ايام العيد في الخروج للبر وإقامة المخيمات يعتبر أهم متنفس للشباب عبر التنزه والبعد عن ازدحام المدينة وضوضائها من خلال المكوث في البر والتمتع بأجوائه النقية، أما عبدالله احمد فيقول: لقد اعتدنا حياة المخيمات الشبابية خلال ايام العيد. ويشير احمد صالح كثير ما نتفق مع مجموعات من الشباب للخروج في مخيمات كبيرة ومتجاورة ومجهزة بالكهرباء والخدمات الأخرى. وطبعا الشباب والزوار يسعدون كثيرا عندما يأتون إلينا في المخيم فيشاهدون التلفاز أو يلعبون الورقة، بينما هناك من يتفرغ لعملية الطبخ وهناك من يتصفح الصحف وهناك من يتفرغ للسوالف والقصص. وإذا خيمنا في مناطق قريبة من العمران فكثير من أهالي المنطقة يأتون لزيارتنا والترحيب بنا، ومشاركتنا في اللعب والطبخ وجلسات السمر.