قال باحثان عربيان يعملان في الكويت ان العرب سبقوا العالم كله في التوصل الى علم التعمية واستخراج المعمى الشفرة وكسرها الذي يعد من العلوم المهمة جدا في عدد من المجالات لاسيما الامنية بسبب استخدامه في المعلومات ذات السرية العالية اضافة الى استخداماته في التجارة الالكترونية والحكومة الالكترونية0 واضاف الباحثان وهما الاستاذ في قسم اللغة العربية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور يحيى مير علم والاستاذ في الجامعة العربية المفتوحة الدكتور حسان الطيان انه توافر لهذا العلم من أسباب الرعاية والتطوير الشيء الكثير لدى معظم الدول المتقدمة الا أنه غاب عن أذهان الكثيرين ممن يعملون به أن أصله عربي وأن العرب هم آباؤه وواضعو أسسه ومطوروه ولكنه خبا لديهم حتى لم يعد شيئا مذكورا0 من جهته قال الدكتور مير علم: ان اللغة تعد مادة لكل من التعمية واستخراج المعمى اذ تقوم الاولى على تحويل نص واضح الى آخر غير مفهوم باستعمال طريقة محددة يستطيع من يعرفها أن يفهم النص وتقوم الثانية على عكس ذلك من تحويل النص المعمى الى أخر واضح0 وذكر ان هذه العلاقة الوثيقة بين التعمية واللغة تفسر ارتباط تطور كل منهما بالآخر وتفسر كذلك حاجة كل من يعاني التعمية واستخراجها الى المعرفة الجيدة باللغة وعلومها وخاصة الدراسات اللسانية النحوية والصرفية والمعجمية والعروضية والدلالية والاحصائية والصوتية كما تفسر جمع عدد غير قليل من الأعلام بين علوم اللغة وعلوم التعمية واشتراكهم في التصنيف فيهما وشهرتهم بالتقدم في النوعين. وقال الدكتور مير علم الذي هو ايضا عضو مراسل في مجمع اللغة العربية بدمشق ان اهتمام العرب بلغتهم ادى الى نتائج علمية مهمة في اللسانيات العربية فقد نهضوا بدراسات صوتية مهمة للحروف العربية وأجروا دراسات كمية واحصائية عليها وسبقوا الى وضع المعاجم اللغوية على اختلاف أنواعها ومناهج ترتيبها. وذكر الدكتور مير علم ان تقدم العرب في علوم اللسان كان من أبرز العوامل المهمة التي ساعدت العرب على احراز قصب السبق في معالجة التعمية وحل المعمى وارساء قواعدهما وتدوين مصنفات مستقلة فيهما. واضاف أن هناك عوامل أخرى كانت بعيدة الأثر في ذلك أيضا من مثل نشاط حركة الترجمة من علوم الحضارات السابقة والمعاصرة الى العربية وتطور علوم الرياضيات وازدهار علوم الادارة اضافة الى ما تعرض اليه العالم الاسلامي من هجمات المغول في الشرق والحملات الصليبية في الغرب 0 وعن ابرز اسهامات أعلام التعمية في اللسانيات العربية قال ان من ابرزها موضوع الدراسات الاحصائية للحروف مضيفا ان أول احصاء من هذا النوع في تاريخ الدراسات الكمية اللسانية على اللغة العربية ربما كان احصاء الكندي 260 هجري حين تحدث عن مراتب الحروف في الاستعمال وضرورة معرفتها لاستنباط المعمى ثم ذكر مراتبها. وافاد الدكتور مير علم ان من النتائج ايضا ائتلاف الحروف وتنافرها في نسج الكلمة العربية اذ تعمق أعلام التعمية في دراسة القوانين الصوتية واللسانية التي تحكم بناء أو نسج الكلمة العربية وعنوا باستقصائها. وذكر ان هناك ارتباطا وثيقا بين تطور التعمية وتقدم الدراسات اللسانية موضحا ان من اظهر الادلة على ذلك جمع كثير من الاعلام بين علوم العربية والتعمية واستخراجها والذين حفلت كتب التراجم بأخبارهم ومؤلفاتهم. وقال ان من هؤلاء العلماء الفراهيدي والكندي وابن طباطبا واسحاق بن ابراهيم بن وهب الكاتب وعلي بن عدلان النحوي المترجم وعلي بن محمد بن الدريهم