أصدرت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية المجلد الأول من سلسلة باللغة الإنجليزية سيتوالى اصدارها عن أصول علم التعمية عند العرب. وترجع أهمية هذا العمل لكونه يُسجل لأول مرة سَبقاً للعلماء العرب والمسلمين في مجال حيوي يكتسب حالياً أهمية قصوى لاتساع تطبيقاته وهو علم الشفرة وكسرها أو وِفءق ما أطلق عليه العلماء العرب قبل أكثر من عشرة قرون "علم التعمية واستخراج المعمّى". فلا يخفى على أحد تصاعد الاحتياجات الماسة للجوانب الأمنية عند التعاطي مع المعلومات لما لها علاقة بسرية الاتصالات، وتوظيف شبكة الانترنت في التجارة الالكترونية والحكومات الالكترونية وغير ذلك. فقد شاع لدى مؤرخي العلوم في الغرب أن علم التعمية واستخراج المعمّى نتاج الحضارة الغربية الصرفة غير أن كشف مخطوطات جديدة للكندي وابن الدريهم وغيره من العلماء المسلمين قَطَع دون مجال للشك أن ريادة العلماء المسلمين لهذا العلم نشأةً وتطوراً وتأءسيساً قد سبقت الغرب بعدة قرون. فالعلماء المسلمون هم أول من كتب في طرائق التعمية الرئيسية التي لايزال بعض منها مستخدماً حتى الآن، كما أنهم أسسّوا لمنهجيات استخراج المعمّى وسبقوا الغرب في هذا المضمار بنحو من سبعة قرون. ولهذا فإن ترجمة هذه المخطوطات للغة الإنجليزية ستُلقي الضوء للغربيين على جهود العلماء العرب الأوائل في هذا العلم الهام وتنصفهم تاريخياً بعد أن غاب عن المؤرخين دور العرب والمسلمين التأسيسي لهذا العلم. وتتكون هذه السلسلة من تسعة مجلدات صدر أولها بعنوان : "دراسة وتحليل رسالة الكندي في استخراج المعمّى" لمؤلفها أبو يوسف يعقوب بن اسحاق الكندي حيث قام بتحقيقها ودراستها كل من الدكتور محمد مراياتي والدكتور محمد حسن الطيان والدكتور يحيى مير علم، وترجمها إلى الإنجليزية الاستاذ سعيد الأسعد وراجع الترجمة إلى الإنجليزية علمياً الدكتور محمد بن ابراهيم السويل والدكتور ابراهيم القاضي والدكتور مروان البواب.