استمعت اثنينية النعيم الثقافية يوم الاثنين الماضي لتجربة الكاتب والناقد عبدالله الشباط ورحلته، مع القلم بحضور لفيف من الأدباء والمثقفين من محافظة الأحساء. وكانت الأمسية قد بدأت بكلمة لراعيها محمد النعيم الذي رحب بالجميع ونوه الى أن الاثنينية تستضيف احد رجال الفكر والأدب الذين ملأت كتاباتهم المكتبات العربية، واستطاع من خلال ذلك الوصول الى أكبر شريحة من الناس وتمنى النعيم ان يكرم الشباط في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة عطفا على ما قدمه للعلم والأدب. بعدها قدم الأمسية الأديب أحمد الديولي، الذي أسهب في تقديم الكاتب الشباط وقال: انه كابد في مجال الكتابة وما قدمه من تضحيات تساوي عمره المديد في رحلة استغرقت أكثر من نصف قرن، بعدها تحدث الشباط حول رحلته مع القلم، التي بدأت منذ الصف الثالث ابتدائي، في مدرسة الهفوف الأولى، وكان بجوارها مكتبة الشيخ عبدالله الملا، حيث كان يتردد عليها بين وقت وآخر، ويقوم بشراء المجلات والصحف بسعر زهيد ومن هنا جاءت فكرة الدخول في عالم الصحافة والكتابة. ويردف الشباط قائلا: ظننت أن العملية سهلة لمجرد الكتابة واصدار مجلة وتوزيعها، وكان ذلك بعد أن أكملت دراستي الابتدائية بالاحساء، ومن ثم عملت بالتدريس لمدة 3 سنوات، ثم عاودت الدراسة حتى الصف الرابع الثانوي وكنت عملت سكرتيرا للمجلس البلدي بالدمام عام 1375ه. فتقدمت في حينها بطلب للملك سعود للترخيص لاصدار مجلة (الخليج العربي) بالاحساء منذ 1/3/1376ه وقد توقفت بعد صدور 6 أعداد، وكان موضوع الترخيص سهلا، إلا أن المجلة في ذلك الوقت لم يعرفها أحد، ولم يقرأها أحد أيضا، فعدت إلى الدمام وأصدرت مجلة (الخليج العربي) كجريدة اسبوعية مع الأخ محمد فقيه، وكان ذلك في أوائل عام 1377ه، واستمررت حتى 1381ه بعدها حلت عليه عدد من المشاكل، وتم سحب الامتياز منه، وفي عام 1382ه عمل مساعدا لرئيس بلدية الخبر، وفي 1384 رشح لرئاسة المنطقة المحايدة (ميناء سعود) وبعد تقسيم المنطقة المحايدة في عام 1388ه استغني عن خدماتي، وتفرغت للكتابة والتأليف وللأعمال الحرة، وقد كتبت لأخبار الظهران وجريدة (اليوم)، وأنا محرر متعاون في جريدة (اليوم)، وقد أتيحت لي الكتابة للإذاعة فكتبت 60 حلقة وبعدها انطلقت في الكتابة في زوايا التاريخ، فكتب آفاق خليجية واصداء من وادي عبقر وحمدونة والنهضة الأدبية في المملكة وغيرها كثير.. ولم يخف الشباط في ثنايا حديثه تأثره بعدد من الكتاب والشعراء، ومن بينهم أبو العتاهية في شخصيته، حيث ضرب مثالا حيا، وقد استخدم الشباط أسلوب البساطة في حديثه أمام مجموعة كبيرة من الأدباء، طاف خلالها على رحلته مع القلم والمصاعب التي واجهته، تخللتها الطرافة في عدد من المواقف التي واجهته في حين كان لعدد من المداخلات نصيب في الأمسية منها مداخلة الأديب سعد الدريبي، الذي ذكر بعض الذكريات مع الشباط، ومداخلة الشيخ عبداللطيف النعيم، الذي أعطى بعض النماذج والمواقف في رحلته مع الشباط في البحرين، ثم الشيخ عدنان العفالق الذي أشار إلى تأثره بالأديب الشباط وأسلوبه في الكتابة، ومداخلة الزميل عبدالله القنبر الذي طرح عددا من الأسئلة حول رحلته الصحفية، في حين أبدى المخرج عباس منصور استغرابه لعدم محاولة الشباط في نشر الثقافة في العالم العربي، ثم مداخلة عبدالله العويد، الذي القى قصيدة ومداخلة الدكتور نسيم عبدالعظيم وعبداللطيف الجوهري وحسن البطيان وحمد البوعلي وحمد السبيعي وأجاب المحاضر على عدد من الأسئلة التي وجهت له. وفي ختام الأمسية قدم راعي الاثنينية الأديب محمد النعيم والشيخ عبداللطيف النعيم درعا تذكارية للأديب والكاتب عبدالله الشباط وقد تميزت الأمسية بالتنظيم الرائع.