أحب أن أعرج قليلاً وأتحدث عن الهواتف المحمولة، النقالة، الجوالة كما تشاء فقد ساهمت بفاعلية في إحداث طفرة خدماتية منقطعة النظير كما قربت المسافات البعيدة إلا أنها على النقيض جعلت العلاقات الاجتماعية أكثر هشاشة والزيارات العائلية أقل فعالية وفي السابق كان استخدامها محصوراً على فئة معينة نسبة لغلاء ثمنها أما الآن فأصبحت في متناول الجميع وأن كان البعض يسيء استخدامها بعض الأحيان وعلى سبيل المثال تحضرني قصة عايشت فصولها في إحد المساجد فقبل الصلاة كان هناك درس عن الخشوع وحث الأمام المصلين على ضرورة إغلاق هواتفهم أو وضعها على الصامت أثناء الصلاة وذلك حتى يؤدي المصلون صلاتهم في خشوع وسكينة وبعد أن دخل المصلون في الصلاة رن هاتف أحد المصلين الذي اختار له أروع النغمات وأحلى الأغنيات ولم يبادر إلى إغلاقه فكان لسان حاله يقول: ( ما رأيكم في هذه النغمات؟) وهكذا واصلنا صلاتنا ولكننا لم نصل وقبيل فراغ الإمام من الصلاة بثوان رن هاتفه المشؤوم وصاحبنا مصر على عدم إغلاقه وبعد السلام نهض مهرولاً متخطياً رقاب المصلين ليرد على مكالمته غير مبال بنظرات الدهشة البادية على وجوه الحاضرين من تصرفاته- أما الإمام فقد عقدت الحيرة لسانه وبدأ يضرب كفاً على كف متحسراً من ذهاب نصائحه أدراج الرياح. ولا يخفى على أحد أن استخدام الهواتف سلاح ذو حدين أما أن يؤتي ثماراً طيبه إذا أحسنا استخدامها أو نجني العكس إذا أسأنا لها وسيأتي اليوم الذي نستغني عنها ونستخدم وسيلة اتصال حديثة كما استغنينا عن البياجر وحتى يأتي ذلك اليوم نلتقي.. محمد نور عبد الله رمضان