بنبرة حادة وصوت أجش انفجر أحد المصلين والذي بدت عليه علامات التدين داخل مسجد يغص بعشرات المصلين في أحياء مكة القديمة: (اتقوا الله فينا.. اغلقوا جوالاتكم رحمة بالشهر الفضيل). قالها مستغلاً فراغ الامام من ركعتين بعد ان دوت موجة من الموسيقى الصاخبة مصدرها نغمات الهواتف الجوالة في أنحاء متفرقة اثناء تأدية صلاة التراويح. واستهجن عدد من المصلين العادة التي دأب عليها البعض والمتمثلة في ترك الهواتف النقالة مفتوحة عند الدخول الى المساجد، وبالتالي ورود مكالمات اثناء الصلاة حيث تتداخل نغمات الموسيقى مع قراءة القرآن. في حين أشار البعض الى بروز المشكلة الى السطح اخيراً وتكرارها في العديد من المساجد بدافع الاهمال والتقاعس عن اغلاق الهواتف النقالة عند الدخول الى المساجد او تغيير الوضع الى الصامت، وبالتالي تفادي ارتفاع اصوات النغمات المموسقة التي تشوش على المصلين وتقطع خشوعهم. احد المستائين من هذا التصرف رفض ذكر اسمه يؤكد ان بعض الاشخاص لا يعيرون الأمر اهتماماً حين تصدر ويكتفون بالضغط على الزر لرفض المكالمة ومن ثم يعاود المتصل المحاولة مرة أخرى، ولا يتسنى لاحدهم اغلاق الجوال الا بعد الفراغ من الصلاة. وما يلفت النظر ان الظاهرة ترمي بثقلها على المساجد ودور العبادة رغم التحذيرات التي اطلقها العلماء ورجال الدين والتي دعوا من خلالها للكف عن هذه الممارسات الخاطئة واستخدام الجوال على النحو الامثل بعيداً عن التشويش على المصلين، وتذكر ان المساجد هي بيوت الله انما جعلت للعبادة والذكر وتلاوة القرآن. وفي هذا السياق اكد الشيخ عادل بن سالم الكلباني امام المسجد الحرام ان حدوث نغمات الجوال داخل المساجد يشغل المصلين في صلاتهم وربما آذاهم وافسد خشوعهم وطمأنينتهم والنبي صلى الله عليه وسلم امر من أكل ثوماً أو بصلاً ألا يقرب المسجد، فماذا عن الذي يصدر هذه النغمات من جواله؟.واضاف في الوقت الراهن الوسائل متاحة للتغلب على هذه المشكلة، ووضعت برامج لها تتولى برمجة الجهاز تلقائياً وتجعله صامتاً اثناء الصلاة وتعيده الى ما كان عليه بعدها.مشيراً الى أن الذين يحدثون ذلك يجمعون بين اثمين وضع نغمة موسيقية وهي محرمة وبعضهم لجهله يضع دعاء أو قرآناً وهذا يعتبر معالجة خطأ بخطأ، فماذا لو رن الجوال وهو في دورة المياه؟! ناهيك عن التشويش على المصلين وازعاجهم بما يقطع خشوعهم.