عزيزي رئيس التحرير.. العيد في معناة الديني شكر لله على اتمام العبادة لا يقولها المؤمن بلسانه فحسب، ولكنها تختلج في سرائره رضا واطمئنانا والعيد في معناه الانساني يوم تلتقي فيه قوة الغني وضعف الفقير على المحبة والرحمة والعدالة يتجلى العيد على الغني المترف فينسى تعلقه بالمال وينزل من عليائه متواضعا للحق وللخلق ويذكر ان كل من حوله اخوانه واعوانه فيمحو اساءة عام باحسان يوم ويتجلى العيد على الفقير المترب فيطرح همومه ويسمو من افق كانت تصور له احلامه وينسى متاعبه وتمحو بشاشة العيد اثار الحقد والتبرم من نفسه. والعيد في معناه النفسي حد فاصل بين تقييد تخضع له النفس وتسكن اليه الجوارح وبين انطلاق تنفتح له اللهوات وتتنبه له الشهوات. والعيد في معناه الاجتماعي يوم الاطفال يفيض بعضهم على بعض بالفرح والمرح ويوم الفقراء يلقاهم باليسر والسعة، ويوم الارحام يجمعها على البر والصلة ويوم الاصدقاء يجدد فيهم اواصر الحب ودواعي القرب. والعيد يوم المسلمين يجمعهم على التسامح والتزوار. وفي العيد ذكريات تثمر التآسي في الحق والخير وفي طياتها عبر تجلي الحقائق وموازين تقيم العدل بين الاصناف المتفاوتة بين البشر ومقاصد سديدة في حفظ الوحدة واصلاح الشأن ودروس تطبيقية عالية في التضحية وكأنما العيد روح الاسرة الواحدة في الامة كلها. في العيد تظهر فضيلة الاخلاص للجميع ويهدي الناس بعضهم الى بعض هدايا القلوب المخلصة المحبة وكأنما العيد اصلاح للنفوس. في العيد تتسع روح الجوار وتمتد حتى يرجع البلد العظيم وكأنه لاهله دار واحدة يتحقق فيها الاخاء بمعناه العملي. وليس العيد السر في يومه الذي يبتدىء بطلوع الشمس وينتهي بغروبها.. وانما السر فيما يعمر ذلك اليوم من اعمال وما يغمره من احسان وافضال وما يغشى النفوس المستعدة للخير فيه من سمو وكمال فالعيد انما هو المعنى الذي يكون فيه العيد لا اليوم نفسه. ناصر الصويلح