مع كل عيد من أعياد المسلمين، تظهر علينا (قلة)، تبدي لنا تمللها وعدم رضاها من أعيادنا، من منطلق أنهم لم يحصلوا على السعادة والاحتفال المناسب، فالأجواء العامة في نظرهم لا تشعرهم أنهم يعيشون أيام عيد!. هؤلاء المستاءون نلاحظهم أحيانا في منازلنا، ونسمع لهم في إذاعاتنا، أو نقرأ كلماتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، فمنهم من إن سألته كيف عيدك؟! رد عليك قائلا: أي عيد اللي تقول عليه؟!، مستنكرًا في سؤاله وجود العيد.. وآخر تطلب منه أن يرافقك لصلاة العيد، فيجيبك بقوله: رح تعيّد لحالك، ومنهم من يراك وأنت تتجهز للعيد وتتجمل له، ليقول لك مستغربًا، ليه متحمس؟! على بالك فيه عيد؟!. الحقيقة أن هؤلاء الأشخاص الذين لا يشعرون بالعيد بحجة عدم وجود ما يسعدهم، قلوبهم تفقد المعنى الحقيقي للعيد، وليس ذلك بغريب عليهم، لأنهم لم يفقهوا لماذا جعل الله لنا هذه الأعياد، وما سبب تشريعها. فالعيد في معناه الديني؛ شكر لله على تمام العبادة، والعيد في معناه الإنساني؛ يوم تلتقي فيه قوة الغني وضعف الفقير على محبة ورحمة وعدل من شرع الله عنوانها: "الزكاة والإحسان والتوسعة"، والعيد في معناه الاجتماعي؛ يوم الأطفال يفرحون فيه ويمرحون؛ ويوم الفقراء يلقون فيه اليسر والسعة؛ ويوم الأرحام باجتماعهم على البر والصلة؛ ويوم المسلمين بالتسامح والتزاور؛ ويوم النفوس الكريمة تتناسى أضغانها وتمحو أحقادها. فالعيد يا أخوة فرحة وسرور، لمن وفقه الله -فيما سبقه من الأيام- للطاعات والعبادات، ولمن صلى صلاته مع جموع المسلمين، وتبادل معهم التهاني والتبريكات، ولمن اجتمع فيه بأقاربه وأحبابه، وقضى معهم أجمل الأوقات. أبارك لكم العيد، وأسأل الله أن يجعل أعيادنا وأعيادكم فرحًا وسرورًا، وأن يتقبل منّا ومنكم صالح الأعمال.. وكل عام وأنتم بخير. تويتر: @aalquaid [email protected] [email protected]