وبمواجهة التطور النوعي لاسلحة الجيش الامريكي، اختارت المقاومة في العراق طريقة فلاحية اكثر تكتما بهدف اطلاق الصواريخ، وهي عربة يجرها حمار. وتحرك المسلحون بالطريقة نفسها في الهجومين اللذين استهدفا فندقين في وسط بغداد، او ضد مجمع يضم عددا من الوزارات بينها وزارة النفط، او بالقرب من السفارة الايطالية.وقال رئيس الشرطة العراقية احمد ابراهيم لوكالة فرانس برس في جميع الحالات، تتشابه العربات وفقط الحمير هي التي تتغير. وفي الاماكن الاربعة للهجمات، وصل السائسون بحميرهم في الصباح الباكر، كما عادة تجار العلف، وتركوا عرباتهم بشكل كتوم او انهم هربوا كما فعل من كان قرب السفارة الايطالية. ووضع على العربة هيكل معدني اقفلت فتحاته بواسطة لوحات حديد وغطاء من البلاستيك الاخضر وفي داخلها ثلاث طبقات من عشرة انابيب للاطلاق ثبتت بواسطة الاسمنت. وتم ربط الصاعق ببطارية وضعت فوق الهيكل وتم اخفاؤها بطبقة من العشب والعلف.وكتبت على الهيكل الذي يستخدمه تجار الخضر شعارات دينية او رسائل رومانطيقية حبيبتي، قلبي معك. وقرب فندق فلسطين، اصيب الحمار بحروق في احد قوائمه الخلفية بسبب اطلاق الصواريخ. وقال الكولونيل براد ماي من الكتيبة الثانية في فرقة الخيالة المصفحة نشاهد هجمات منظمة بشكل افضل ومنفذة بشكل جيد.. صراحة. واضاف باستخدامه عربات تجرها الحمير، اختار العدو التنوع ويحاول ان يتقدم علينا عبر تأثير المفاجأة. ومن جهته، قال المتحدث العسكري الامريكي الجنرال مارك كيميت ان هناك حمارا مفخخا بواسطة قارورة غاز موصولة بمتفجرات. واضاف ان الفكرة تكمن في تفجير القارورة الامر الذي كان سيؤدي الى انفجار اوسع ومقتل الحمار. واستخدام الحمير كاحدث سلاح ضد الاحتلال في العراق لفت انتباه الجنود الامريكيين بعد اطلاق صواريخ يوم الجمعة عربات تجرها الدواب على مبنى وزارة النفط العراقية وفندقين بوسط العاصمة العراقيةبغداد ينزل فيهما رجال اعمال غربيون وصحفيون في احدث هجمات على اهداف متصلة بالاحتلال الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وعثرت الشرطة العراقية على عربة ثالثة تجرها الحمير عليها 21 صاروخا في منطقة قريبة من السفارتين الايطالية والتركية. وقال جندي امريكي انه عثر على عربة رابعة مماثلة تحمل ايضا صواريخ في المنطقة نفسها. وتصاعدت النيران والدخان من الطابق الرابع بمجمع وزارة النفط التي تسيطر على اهم صناعة في البلاد.واسرع النزلاء بالخروج من فندقي فلسطين وشيراتون قرب نهر دجلة بعد ان احدثت صواريخ فجوات في جدران الفندقين مما ادى الى تناثر قطع من الخرسانة والزجاج المحطم. وقال ضياء سالم المدير بشيراتون رأينا وهجا كبيرا ثم سمعنا انفجار واحدا قويا وبعدها اصواتا تحطم زجاج كثير. وتعالى الصراخ والكل يفر من الحجرات. واصيب شخص واحد على الاقل بجروح خطيرة وتعرض اخرون لجروح بسبب الزجاج المتطاير. واصاب صاروخ غرفة غير مشغولة في فندق فلسطين محدثا فتحة كبيرة في الجدار. وقال لؤي يونس مدير عام فندق فلسطين هناك شخص اصيب اصابة بالغة.رأيته وهو ينقل. الدم كان متناثرا في كل مكان. واصاب صاروخ اخر بئر مصعد داخليا في فندق شيراتون مما ادى الى انقطاع الكابلات في احد المصاعد الذي سقط الى الدور الارضي. وتناثرت الانقاض عبر السقف الزجاجي من ردهة الفندق لتتسبب في سقوط شظايا الزجاج معها.واستيقظ صحفيو رويترز المقيمون في الشيراتون على دوي الانفجار وصرخات الذعر التي اطلقها النزلاء. وقال الكولونيل بيتر منصور من الفرقة المدرعة الاولى ان وزارة النفط والفندقين اطلقت عليهم صواريخ من قاذفات مخبأة تحت بضائع زراعية في عربات تجرها الدواب. وقال منصور قرب مبنى وزارة النفط في الوقت الذي كان فيه رجال الاطفاء يحاولون احتواء اللهب تمزق سلام رمضان مرة اخرى "على ايدي الارهابيين الذين يستهدفون مباني مدنية". وتسبب الهجوم في رفع اسعار النفط. وقفز سعر مزيج برنت في لندن 32 سنتا ليصل سعر البرميل الى 29ر88 دولار في حين ارتفعت اسعار التعاقدات الاجلة في خام نيويورك 26 سنتا الى 32ر12 دولار للبرميل. وبالقرب من فندق فلسطين كانت عربة تجرها الدواب ترقد على جنبها وسقطت منها الى الشارع عدة صواريخ. وقال الكولونيل الامريكي براد ماي هذا يدل على التنوع في الوقت الذي يحاولون فيه ان يتقدموا خطوة علينا ويستخدموا تقنيات متنوعة. فمعظم الناس لا يفكرون في استخدام عربات تجرها الدواب في اطلاق صواريخ. وقال جنود امريكيون ان رجلا اعتقل ايضا قرب الفندقين ومعه عربة كانت فيها صواريخ. وقال احمد قديم ابراهيم رئيس الشرطة العراقية ان الهجوم كان محاولة لاستهداف الصحفيين ونشر الخوف. واضاف انها اعمال ارهابية هدفها تخويف الاجانب.