الأحداث التي تعرضت لها مدينة اسطنبول وسقط جراءها من سقط من القتلى والجرحى ليست الاولى من نوعها او التكهن بأنها ربما تكون الاخيرة في دائرة المسلسل الدموي الذي تمارسه الرموز الارهابية ومن سار في ركابها من المفتونين بأفكارها المنحرفة والضالة والخارجة عن الأديان والقوانين والأعراف والمثل الأخلاقية والانسانية المتعارف عليها بين الأمم والشعوب, فقبل تلك الاحداث تعرضت المملكة لواحد من تلك الأعمال الاجرامية في مجمع من مجمعاتها السكنية, وقبل ذلك تعرضت عدة مدن في العالم لممارسات تلك الفئات الباغية الضالة من الارهابيين المتعطشين لسفك دماء الأبرياء وتقويض المنجزات الحضارية للمجتمعات البشرية, ونشر الذعر والفزع في قلوب الآمنين ونشر الفتن بين صفوفهم والعمل على افساد الأرض وتخريبها, ولا يعلم اكثر الناس حيطة, وحذرا أين ستكون الضربة القادمة, فظاهرة الارهاب لا وطن لها, ويمكن ان تحدث في اي زمان ومكان من قبل فئات باعت ضمائرها لشياطينها وتمرست على ألوان القتل والتدمير والتخريب إرضاء لنزوات رموزها الموغلة في بحور أخطائها وضلالها إمعانا في زعزعة استقرار وأمن الدول العربية والاسلامية وإفساحا لتدخلات اجنبية في شؤونها, فالأسرة الدولية كلها اضحت تعاني الأمرين من تلك الظاهرة ويتحتم على الجميع ازاء سريان شرورها كما تسري النار في الهشيم التكاتف الجماعي لتعزيز الجهود وتنسيقها بين كل دول العالم دون استثناء لمواجهة تلك الظاهرة الخطيرة بكل صورها وأشكالها ومسمياتها واهدافها التدميرية, ويجب أن تخرج المواجهة عن طابعها التقليدي المتمحور في الادانة والشجب والاستنكار الى مقاومة عملية لتلك الآفة التي لن يسلم منها مجتمع من المجتمعات, فالجميع مستهدفون, والضرورة أضحت ملحة لمعالجة ينابيع الارهاب وتجفيفها اينما وجدت.