ثبت أن أحداث مكة الأخيرة كانت تستهدف التخريب والتدمير وترويع الآمنين والركع السجود في أطهر بقاع الأرض، فهي أعمال ارهابية تدخل ضمن سلسلة أعمال لتقويض الأمن في هذه الديار وتمرير الأهداف الانحرافية الضالة لرموز الارهاب في كل مكان، أولئك الذين يغررون بالناشئة ويدفعون بهم الى الهلاك والمغامرات الفاشلة بعد غسل أدمغتهم بأفكار لاتمت الى الجهاد الاسلامي بصلة، ولاتمت الى الأخلاق والأعراف والمثل الانسانية بصلة، ظنا منهم بأن أعمالهم تلك قد تمر بسلام دون حساب أو عقاب، وأن من ارتكبوا تلك الحماقات سوف يفلتون من قبضة العدالة، وقد غرق أولئك المحركون لهذه العمليات في بحور ظنونهم وأوهامهم فرجالات الأمن في هذه الديار الآمنة المقدسة يمثلون العيون الساهرة على أمن هذا الوطن ومواطنيه، فسرعان ما تم القبض على المتورطين في أحداث مكة الأخيرة ليقفوا أمام العدالة. وتقول كلمتها الفصل فيهم وفي أعمالهم الاجرامية الدنيئة الخارجة عن الدين والقانون والأعراف الانسانية، واذا كانت المملكة مستهدفة من تنظيم القاعدة الارهابي منذ انشائه في المخابئ والكهوف فانها قادرة بإذن الله وبفضل قيادتها الرشيدة ورجالات أمنها الأوفياء والمواطنين الذين أثبتوا بالتجربة أنهم يمثلون العين الثالثة لرجالات الأمن على التصدي لأعمال ذلك التنظيم ومواجهته، فهو لايمثل برموزه الفارين من العدالة الا مجموعة ارهابية لاتستهدف الا قتل الأبرياء وترويع الآمنين وتخريب المنجزات الحضارية لأي شعب يتعرض لأعمالهم التدميرية، فهم يدورون في فلك ارهاب لادين له ولا مكان ولا جنس، وسوف تحاسبهم كافة الشعوب المتضررة من أعمالهم وغير المتضررة ايضا بحكم ان الأخطبوط الارهابي لايزال زاحفا على معظم دول العالم وقلما تنجو من أخطاره دولة من الدول ، فالأعمال الارهابية في مجملها تستهدف النيل من كرامة الانسان وحريته واستقلاله الفكري ورموزها ومن يروج لها بعيدون كل البعد عن عقيدة الاسلام الصحيحة التي نزلت على أكرم المرسلين وخاتمهم عليه الصلاة والسلام، ومن يحاول التلبس منهم بمبادئ تلك العقيدة فقد فهمها فهما خاطئا وحاول الترويج لهذا الفهم الخاطئ بين الشبيبة فغرر ببعضهم ودفعهم الى ارتكاب ما ارتكبوه ، فالدين الاسلامي برىء من هذا الفهم الموغل في دماء الأبرياء، فهو دين التسامح والمحبة والإخاء والسلام، يحث الناس على الخير والبر ويكره لهم الغلو والتزمت وعدم الفهم الصحيح للوسطية التي جاء بها فنشر بها العدل بين المجتمعات الاسلامية قاطبة.