الصوم عبادة قديمة كتبها الله سبحانه وتعالى على الأمم السابقة.. يقول تعالى: (ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم). فقد عرف الإنسان الصوم, منذ قديم الزمان, وأفرد له مكانا مرموقا في عباداته وعقائده وحياته.. وقد اختلفت صوره وأوقاته باختلاف العصور والأمم. وبسبب فائدة الصوم لصحة الإنسان اقيمت في عصرنا الراهن المصحات في مختلف دول العالم, كما صدرت نشرات توجيهية وإرشادات تتناول الصوم وتطبيقاته العلمية. لقد ظل الصوم طريقة علاجية تتناقله أجيال من قرن الى قرن.. ومع اطلالة هذا الشهر المبارك تحلو الأحاديث عن الفوائد الروحية والنفسية والجسدية لصيام رمضان. ولكن هناك وقفات صحية ووصايا طبية, وإرشادات غذائية لا بد ان نعيرها شيئا من الانتباه. 1 وصية لمرضى السكر : اذا قرر الطبيب انه بامكان مريض السكر الصيام, فينيغي على المريض الالتزام بوصايا الطبيب, والمحافظة على نفس كمية ونوعية الغذاء الذي وصفه له.وتقسم هذه الكمية الى ثلاثة أجزاء متساوية بحيث يتناول الأولى عند الإفطار والثانية بعد صلاة التراويح والثالثة عند السحور. ويفضل تأجيل وجبة السحور قدر الإمكان, والإكثار من تناول الماء, والإقلال من النشاط الجسدي أثناء فترة الصيام, وخاصة في الفترة الحرجة ما بين العصر والمغرب, واذا شعر المريض بأعراض انخفاض السكر فعليه ان يفطر ولا ينتظر وقت الإفطار ولو كان ذلك الوقت قريبا. 2 وصية لمرضى القلب : يستطيع كثير من مرضى القلب الصيام, فعدم حدوث عملية الهضم أثناء النهار تعني جهدا أقل لعضلة القلب وراحة أكبر, فان عشرة في المائة من كمية الدم التي يدفع بها القلب الى الجسم تذهب الى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم. والمصابون بإرتفاع ضغط الدم يستطيعون عادة الصيام شريطة تناول أدويتهم بانتظام, وهناك حاليا العديد من الأدوية التي يمكن اعطاؤها مرة واحدة او مرتين في اليوم. وينبغي على هؤلاء المرضى تجنب الموالح والمخللات والإقلال من ملح الطعام, اما المصابون بالذبحة الصدرية المستقرة فيمكنهم عادة الصيام مع الاستمرار في تناول الدواء بانتظام. وهناك عدد من حالات القلب التي لا يسمح فيها بالصيام كمرضى الجلطة الحديثة, والمصابين بهبوط (فشل) القلب الحاد, والمصابين بالذبحة القلبية غير المستقرة وغيرهم. 3 وصية للمصابين بالحصيات الكلوية : اذا لم يكن لدى المرء حصيات كلوية من قبل فلا داعي للقلق في رمضان: اما اذا كانت لديهم حصيات او قصة تذكر حدوث حصيات كلوية فيمكن ان تزداد حالتهم سوءا اذا لم يشرب المريض السوائل بكميات كافية. ويستحسن في مرضى الحصيات بالذات الامتناع عن الصيام في الأيام الشديدة الحرارة, حيث تقل كمية البول بدرجة ملحوظة. ويعود تقدير ذلك للطبيب المعالج, وعموما ينصح مرضى الحصيات الكلوية بتناول كميات كافية من السوائل في المساء وعند السحور, مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار, كما ينصح هؤلاء بالاقلال من تناول اللحوم ومواد معينة مثل السبانخ والسلق والمكسرات. 4 وصية للمصابين بعسر الهضم : كثيرا ما تتحسن حالة هؤلاء المرضى في شهر رمضان, شريطة ألا تكون لديهم قرحة حادة في المعدة او الاثنى عشر او التهاب في المرىء او أي سبب عضوي آخر. وينصح هؤلاء بتناول وجبات صغيرة من الطعام, وتجنب التخمة والأطعمة الدسمة والحلويات كما ينصح بتجنب التعرض للضغوط النفسية الشديدة والابتعاد عن البهارات. 5 وصية لتجنب الإمساك : اذا كنت ممن يصابون بالإمساك فأكثر من تناول الأغذية الغنية بالألياف الموجودة في السلطات والبقول والفواكه والخضار, وحاول ان تكثر من الفواكه بدلا من الحلويات الرمضانية, واحرص على أداء النشاط الحركي المعتاد. 6 وصية للحامل والمرضع في شهر رمضان: ينبغي على الحامل والمرضع استشارة الطبيب فاذا سمح لها بالصيام فينبغي عليها عدم التهام كمية كبيرة من الطعام عند الإفطار وتوزيع طعام الإفطار المعتدل الى وجبتين. الأولى عند الإفطار, والباقي بعد اربع ساعات. كما ننصح بتأخير وجبة السحور, والإكثار من اللبن والزبادي, والإقلال من الطعام الدسم والحلويات. اما المرضع, فان صامت فيجب ان توفر للمولود كمية اضافية من الماء والسوائل ليشربها خلال ساعات الحر بجانب الرضاعة من ثدي الأم وعليها الاهتمام بغذائها من حيث الكمية والنوعية, كما ينبغي ان تكثر من الرضعات في الفترة بين الإفطار والسحور, فاذا ما شعرت بالتعب والإرهاق فعليها انهاء صومها واستشارة الطبيب. ** اخصائي التغذية فهد بن عيسى الأحمد مستشفى الملك فهد بالهفوف