أوضح الدكتور أحمد عبدالله العبيد الاستشاري بالإدارة العامة للتغذية بوزارة الصحة أن كثيراً من مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم يستطعيون الصيام حيث أن عدم حدوث عملية الهضم أثناء النهار تعني جهداً أقل لعضلة القلب وراحة أكبر فإن عشرة في المائة من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم مبيناً أن المصابين بارتفاع ضغط الدم يستطيعون عادة الصيام شريطة تناول أدويتهم بانتظام، وهناك حالياً العديد من الأدوية التي يمكن إعطاؤها مرة واحدة أو مرتين في اليوم. وينبغي على هؤلاء المرضى تجنب الموالح والمخللات والإقلال من ملح الطعام، أما المصابون بالذبحة الصدرية المستقرة فيمكنهم عادة الصيام مع الاستمرار في تناول الدواء بانتظام. وهناك عدد من حالات القلب التي لا يسمح فيها بالصيام كمرضى الجلطة الحديثة، والمصابين بهبوط (فشل) القلب الحاد، والمصابين بالذبحة القلبية غير المستقرة وغيرهم. ويضيف العبيد بالنسبة لمرضى السكري الذين يرى الطبيب المعالج ألا ضرر من صيامهم وتقسيم كمية الطعام في شهر رمضان إلى ثلاثة أجزاء متساوية، بحيث يتناول الأولى عند الإفطار، والثانية بعد صلاة التراويح، والثالثة عند السحور. ويفضل تأجيل وجبة السحور قدر الإمكان، والإكثار من تناول الماء، والإقلال من النشاط الجسدي أثناء فترة الصيام، وخاصة في الفترة الحرجة ما بين العصر والمغرب. وإذا شعر المريض بأعراض انخفاض السكر فعليه أن يفطر ولا ينتظر وقت الإفطار ولو كان ذلك الوقت قريباً. وعن المصابين بالحصيات الكلوية يوضح العبيد إذا لم يكن لدى المرء حصيات كلوية من قبل فلا داعي للقلق في رمضان. أما إذا كانت لديهم حصيات، أو قصة تكرر حدوث حصيات كلوية فيمكن أن تزداد حالتهم سوءاً إذا لم يشرب المريض السوائل بكميات كافية. ويستحسن في مرضى الحصيات بالذات الامتناع عن الصيام في الأيام الشديدة الحرارة، حيث تقل كمية البول بدرجة ملحوظة. ويعود تقدير ذلك للطبيب المعالج، وعموماً ينصح مرضى الحصيات الكلوية بتناول كميات كافية من السوائل في المساء وعند السحور، مع تجنب التعرض للحر والمجهود المضني أثناء النهار، كما ينصح هؤلاء بالإقلال من تناول اللحوم ومواد معينة مثل السبانخ والسلق والمكسرات وغيرها. أما المصابين بعسر الهضم فكثيراً ما تتحسن حالة هؤلاء المرضى في شهر رمضان، شريطة ألا تكون لديهم قرحة حادة في المعدة أو الاثني عشر أو التهاب في المرئ أو أي سبب عضوي آخر. وينصح هؤلاء بتناول وجبات صغيرة من الطعام، وتجنب التخمة والأطعمة الدسمة والحلويات. كما ينصح بتجنب التعرض للضغوط النفسية الشديدة، والابتعاد عن البهارات والمسبكات. ويشير العبيد في ختام تصريحه بأن الله فرض علينا الصيام كمسلمين لنكسب به التقوى الإيمانية ويقينا من المعاصي والكثير من الأمراض والعلل الجسمية والنفسية.. ولكن (وبكل أسف) نجد الكثير من الصائمين يمارسون عادات غذائية خاطئة تشكل خطراً على صحتهم تبدأ بالإسراف في تناول الطعام وعدم التحكم بالشهية والتركيز على أنواع الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والغنية بالدهون المشبعة والسكريات والأملاح فيفقد الصائم فوائد الصيام العديدة على جميع أجهزة الجسم وهناك المئات من الدراسات والبحوث العلمية التي أثبتت الأسس التغذوية الصحيحة التي جاء بها الدين الإسلامي وحث على اتباعها، للوقاية من الأمراض والحفاظ على صحة الإنسان.. لذا يتوجب علينا أن نستعد لصوم هذا الشهر المبارك ونحرص أن يكون صياماً مقبولاً، ونفوز منه بفرصة ذهبية للقضاء على العديد من الأمراض الخطرة مثل السمنة والكسل والتوقف عن التدخين.. وأن تكون آلية تناول وجبتي الإفطار والسحور بطريقة صحية لتجنب العطش والجوع والتوتر العصبي والصداع والخمول الذي يشكو منه البعض، وعلى الصائم انتقاء أنواع الأطعمة الصحية وإعدادها بطريقة سليمة لنحقق بذلك أحد أهداف شهر رمضان المبارك.. ونسأل الله لكم جميعاً صياماً مقبولاً وعملاً مشكوراً.