تلقيت خطاب جريدة (الجزيرة) للمشاركة في احتفالها بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حفظه الله ولما كان الطلب قد وصلني متأخرا فإنني رأيت ألا تفوت هذه الفرصة دون المشاركة ولو متأخرا بعض الشيء في هذه المناسبة الغالية فالحديث عن سموه محبب للنفس وتغلفه مشاعر شتى وتعود خلاله للذاكرة أمور كثيرة وذكريات عطرة عن شخصية فذة ومتميزة.وعندما أتحدث عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز فان ذاكرتي تخزن الكثير عن سموه وهو شخصية تستحق ان نتوقف عندها طويلا للتأمل والاستفادة والعظة من أحاديثه وإرشاداته ونصائحه ليس لأنه احد أبناء مؤسس هذه الدولة فحسب ولكن لأنه يتمتع بشخصية نادرة ومتميزة كأحد أهم الرموز البارزة في الوطن. والحديث عن سموه في هذه العجالة قد يطول ويتشعب ولكنني سوف أقف بإيجاز عن أهم الملامح التي تميز شخصيته الفذة.. من المعروف عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ارتباطه الوثيق بمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ويتجلى ذلك بوضوح من تواجده باستمرار بمعيته وتكليف مولاي خادم الحرمين الشريفين له بالكثير من المهمات الرسمية وغير الرسمية لتقديره لسموه ومعرفته بأن سمو الأمير سلمان هو (رجل المهمات) كما ان من أهم معالم شخصيته حفظه الله اهتمامه الملفت للنظر بالأعمال الإنسانية المتعددة وهي لا تكاد تحصى او تعد. وقد اشتهر بها سموه شهرة التصقت باسمه مباشرة وللانصاف فانني رأيت الإشارة اليها هنا كأهم ملمح من ملامح شخصيته رغم عزوفه عن ذكر تلك المناقب التي يتحلى بها فهي عادة لا تعلن أويباح بها إلا في حدود ضيقة للغاية وبالتحديد عندما تسلط عليها الأضواء من قبل الأجهزة الإعلامية وثمة سلسلة متصلة من الأعمال الإنسانية التي مارسها ويمارسها سموه لا يعرف الناس عنها شيئا والمكشوف منها ما يتصل بدعمه المتواصل لأعمال الخير والبر لاسيما وقوفه الى جانب الجمعيات الخيرية وتلك المتصلة بمساعدة الأيتام والأرامل وذوي الحاجات الخاصة وسواها من الأنشطة الإنسانية التي عرف بها سموه. والحديث عن هذه السجية بالذات قد يدفع الى الحديث عن المبادرات في حياة سموه فهي لصيقة بشكل مباشر بأعماله الإنسانية المتعددة فقد عرف عنه سرعته في معالجة الحالات التي تحتاج الى معالجة سواء ما يتعلق منها باحتياجات مالية لأسر فقيرة او تلك المتعلقة بالتبعات لأي مشروع خيري يعود نفعه على المواطنين او تلك الخاصة بمعالجة حالات مرضية مستعصية لمرضى معسرين وفرحته تصل الى ذروتها حينما يسارع سموه للبت في مثل تلك الحالات عندما يسمع عنها وفي بعض الحالات يسعى للسؤال عن احوال معينة ويسأل عن أوضاع أصحابها للإقدام على مساعدتهم في الحال وتلك مبادرات لا تتجلى صورها داخل الرياض فحسب بل تتعداها الى مدن ومناطق ومحافظات أخرى بالمملكة بل ان مبادراته للتخفيف من أزمات الآخرين وتضميد جراحهم وفك ضائقتهم خرجت عن حدود المملكة لتصل الى بعض الأقطار والأمصار الإسلامية والعربية وقد أعجز عن حصرها هنا. ومن جوانب شخصية سموه المتميزة حبه للثقافة ورجال العلم وتقريبه لهم والسؤال عنهم ليس داخل المملكة فحسب بل في عديد من البلدان العربية والإسلامية وله صداقات ممتدة مع الكثير من رجال الفكر وأرباب القلم في الداخل والخارج. وقد أسهب كثير من الكتاب في إظهار هذا الجانب من حياة سموه الحافلة وأسهبوا في الحديث عن علاقاته بهم بل ان هذه العلاقات تطورت الى صداقات حميمة بين سموه وبينهم. وقد أشاد الكثير عبر مقالات رصينة في إصداراتهم بفكر سموه النير وسعة أفقه وإلمامه بدقائق الأمور في مجالات سياسية واقتصادية واجتماعية. وأشادوا بثاقب رأيه في ميادين عديدة لا حصر لها واهتمامه الكبير بالتاريخ عامة وتاريخ الجزيرة العربية خاصة حتى أصبح مرجعا في ذلك. ومن جوانب شخصية سموه الفذة اهتمامه المتميز بعلاقاته الاجتماعية الواسعة ليس انطلاقا من طبيعة عمله كأمير لمنطقة هامة من مناطق المملكة فحسب ولكن لرغبته الدائمة بتوسيع تلك العلاقات وتنميتها واهتمام سموه بهذا الجانب يبرز بأشكال وصور متعددة فهو حريص على مشاركة المواطنين في أفراحهم واتراحهم فتجده يحضر عرسا لهذا المواطن او مواساة ذاك او يحضر منتدى ثقافيا ويتحدث فيه بلغة الواثق المطلع او يشارك في العديد من الفعاليات الاجتماعية التي تعكس أنشطة العديد من من المؤسسات الوطنية بالمملكة وإزاء ذلك فقد تحول سموه بمضي الوقت الى وجه اجتماعي بارز يمثل بأنشطته وتحركاته الدائبة التي لا تهدأ أهم وجه من الوجوه الاجتماعية البارزة في المجتمع السعودي. ومن مميزات سموه التي أشاد بها الجميع حرصه على استثمار الوقت بشكل مشهود وملموس وإزاء ذلك فان هذا الاستثمار برز في صور متعددة يقف على رأسها التزامه بالمواعيد واحترامه لها احتراما شديدا. ومن مناقب سموه العديدة تلك المتعلقة بمجالسه الخاصة منها والعامة فسموه حريص على عقد هذه المجالس حيث تدور بينه وبين حاضريها العديد من الموضوعات الحيوية التي تهم الوطن والمواطنين. وقد لمست في سموه أثناء انعقاد تلك المجالس إنصاته الشديد للآخرين ويبقى القول ان سموه يقف منذ توليه الإمارة في عاصمتنا الجميلة وراء العديد من الإنجازات التي تحققت للرياض خلال السنوات الفائتة وقد نقلتها الى أشواط بعيدة من التحضر والنمو كما ان سموه ختاما لهذه يتمتع بميزات عديدة قد لا يتسع المجال لحصرها ولكن يعد بكل خصاله من وجهة نظري مدرسة لكل من تعامل معه وأنا واحد منهم. وأخيرا ان سمو سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز شخصية يعجز الإنسان ان يتحدث عن كافة جوانبها في وقفة قصيرة كهذه اذ يعتبر سمو سيدي من العلامات المشرفة لهذا الوطن ولقد استفدت وما زلت استفيد من كثير من توجيهاته وصفاته الطيبة والرائعة. *أمير المنطقة الشرقية