يستمتع الأطفال في ليالي رمضان بأجواء ربيعية خاصة حينما يكون الجو أسريا قريبا من الأب والأم وبقية الأشقاء بجوار البحر الذي يضفي نسمات رقيقة، فيما تكسو الخضرة المكان. صور رمضانية وصلت إلى موقع الأطفال وهم يمارسون ألعابهم المختلفة بروح جميلة وضحكات متفرقة حيث كان اللقاء تحديداً في كورنيش مدينة الدمام الذي يعتبر من أفضل الأماكن التي تقضي فيها العوائل لحظات جميلة لها ولأطفالها. تغيير الروتين وقمة الفرح الطفولي في البداية التقينا مع صالح مسفر الوداعي الذي كان يتحرك مع أبنائه للترويح عنهم واللعب معهم في تلك السيارات الصغيرة المؤجرة التي أعدت خصيصاً للأطفال، حيث قال إنه يحضر في الأسبوع مرتين مع العائلة من أجل تغيير الروتين اليومي المنزلي ولكي يقوم أطفاله بممارسة اللعب البريء، مشيراً إلى أن سعادة الأطفال هي السعادة التي نبحث عنها، فابتسامة الابن الصغير هي كل ما تريده الأسرة. وأثار الوداعي انتباهنا قائلاً: لاحظوا معي أمامكم أبناي نواف وشذى يلعبان في سيارتيهما المؤجرتين في هذه الأجواء الرمضانية، مؤكداً ان هذه قمة الفرح والسرور فالموقع على كورنيش الدمام جميل جداً. واشتكى الوداعي من وجود الدبابات النارية التي تعكر صفو الأطفال مؤكداً ان وجود الشباب وتهورهم في قيادتها قد يؤدي إلى بعض الحوادث التي لا تحمد عقباها، وحتى لو لم يحدث شيء فإن ما يسببونه من إزعاج فوق طاقة العوائل، مشيراً إلى أن هذه الدبابات ليس مكانها الكورنيش. ووجه الوداعي انتقاده للبلدية مطالباً اياها بالاهتمام بدورات المياه سواء من حيث النظافة المتواصلة أو من حيث إيجاد المياه خاصة أيام الخميس والجمعة، فالجميع يتفاجأ بنفاد المياه في وقت يكون الناس في أمس الحاجة إليها. وتمنى الوداعي أن يتناول وجبة الإفطار في الكورنيش مع أفراد أسرته حيث الجو رائق لكنه لا يتمكن من ذلك لعدم وجود مساجد قريبة لأداء الصلاة جماعة. أجواء جميلة بدون مياه أما فالح بن علي الحربي - موظف بإحدى الشركات - فيقول إن المتعة الحقيقية في هذا الكورنيش حيث أحبذ تناول طعام الإفطار هنا، وهي عادة أمارسها كل سنة في شهر رمضان، مؤكداً أنها متعة وفيها أجواء تختلف كثيراً عن الإفطار في المنزل. وأكد الحربي ما ذهب إليه الوداعي من نقصان المياه وهو الأمر الذي يعكر صفو راحة الكثيرين، بالإضافة إلى نظافة المكان وبالذات دورات المياه، حيث يشمئز الإنسان عندما يذهب إليها لكثرة ما بها من قاذورات، مشيراً إلى ضرورة العناية بها على مدار الساعة خاصة حينما يشتد الازدحام في الليالي القادمة. التنشيط السياحي والتقينا بالشاب صادق العبد الله - أحد مؤجري السيارات الكهربائية للأطفال - حيث أفاد بأن السيارات التي يقوم بتأجيرها على الأطفال ليست سريعة ولا تسبب خطورة عليهم، وتسير في مساحة محددة قريبة من أنظارنا، مشيراً إلى أن المشكلة هي بوجود دبابات البنزين التي قد تسبب إرباكا للأطفال فلا بد من تواجد من يتابع هذه المسألة سواء البلدية أو أي جهة أخرى. ومن جهة أخرى انتقد البلدية متسائلاً: كيف تضغط علينا من ناحية التأجير ونحن جزء لا يتجزأ من التنشيط السياحي بكورنيش الدمام؟ التسلق والمراجيح وفي الجانب الآخر وجدنا الأطفال مع أولياء أمورهم يمارسون الألعاب التي وضعتها البلدية مثل ألعاب التسلق والمراجيح حيث نلاحظ ضغوطاً من الأطفال على امتلاك اللعبة، فيما البعض يقف في الانتظار حتى يصل دوره مهما طال الوقت فيمكن أن تنقضي الساعات دون أن يشعروا بالملل، بل إنهم يطالبون أهاليهم بالبقاء مدة أطول ويبكون من أجل ذلك.