كسلحفاة تزحف ببطء سارت ليلى لا تدري الى أين.. تحمل على ظهرها حملا ثقيلا من الهموم والأحزان.. لم تدر ليلى كيف وصلت الى هناك ولا متى!! سقطت على الرمال الذهبية الحارة ودون حراك بقيت تنظر أمامها نحو البحر الممتد بزرقته الرائعة.. رفعت بصرها للسماء فرأت امتدادها وزرقتها, ان البحر والسماء يتشابهان في اشياء كثيرة.. يمتدان حتى يلتقيا في نقطة رائعة. ألقت ليلى بما في جوفها من أحزان في البحر.. نظرت اليه إنه صديق مخلص حقا.. يستطيع ان يحتويها ويتحملها في كل حالاتها.. إنه يفهمها جيدا, البحر لا يشتكي منها.. لا يتعب ولا يمل.. إنه صديق لا يأخذ, نعم لا يأخذ كالبشر.. انه مختلف تماما.. هو اروع من كل البشر, دموع حارة سالت على وجنتيها وهي تتذكر مأساتها التي تعيشها, هذه الدموع غسلت أحزانها واطفأت لهيب قلبها. أمضت ليلى عدة ساعات وهي تجلس امام البحر بوجوم, تتأمل في زرقتي البحر والسماء وامتدادهما اللانهائي. إنها ترى البحر والسماء بطريقة مختلفة تماما, تراهما بطريقتها هي, هما مصدر الراحة لها, فهما صديقان حميمان منذ الطفولة.. تلك الطفولة الضائعة التي كانت بدايتها لحظة أن لفظها رحم امها وقذفها قذفا الى هذا العالم.. حينها ظلت تبكي طويلا وكأنها ترفض قدومها رغما عنها للدنيا. قالت جدتها ذات يوم انها لم تكن كسائر الأطفال.. لم ترها يوما تلهو بدمية او تلعب مع صويحباتها.. ولا تذكر انها رأتها تبتسم, وعند غروب الشمس كانت ليلى تودع البحر والسماء بأنين منخفض وكأنها تخشى أحدا ما أن يراها.. وفاضت روحها للسماء.