هاجمت قوات رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، الانبار صباح امس، واعتقلت النائب احمد العلواني احد ابرز الداعمين للاعتصام المناهض للحكومة، بعد اشتباكات كثيفة في وسط الرمادي غرب بغداد قتل فيها خمسة من حراس النائب السني وشقيقه، فيما قامت ميليشيات بنسف وحرق 35 منزلًا سكنيًا في ثلاث قرى زراعية شمال شرق بعقوبة شمال شرقي بغداد. وقال ضابط برتبة رائد في الشرطة لوكالة فرانس برس: إن "قوة امنية هاجمت مقر اقامة النائب احمد العلواني في وسط الرمادي غرب بغداد لاعتقاله؛ لتندلع معركة بالاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية مع حراسه". واضاف "قتل خمسة من حراس العلواني وشقيقه واصيب ثمانية اخرون بجروح، فيما اصيب عشرة من عناصر القوة الامنية أيضًا". وأكد ضابط برتبة نقيب في الشرطة تفاصيل العملية، وطبيب في مستشفى الرمادي حصيلة الهجوم. حظر تجوال وقال المصدران الامنيان: إن السلطات أعلنت حظرًا للتجوال في المدينة واغلقت جميع منافذها حتى اشعار آخر. ويشهد الطريق السريع قرب الرمادي منذ عام اعتصامًا سنيًا مناهضًا لرئيس الحكومة الشيعي نوري المالكي الذي يحكم البلاد منذ العام 2006، يطالبه بالاستقالة من منصبه متهمًا إياه بتهميش السنة والعمل على التضييق على رموزها في البلاد. ويعتبر النائب العلواني احد ابرز الداعمين لهذا الاعتصام، وأحد ابرز المتحدثين من على منابره. وهو غالبًا ما يتهم من قبل سياسيين اخرين باعتماد خطاب طائفي ضد الشيعة. وكان المالكي اعتبر الاحد الماضي ان ساحة الاعتصام في الانبار تحولت الى مقر لتنظيم القاعدة، مانحًا المعتصمين فيها "فترة قليلة جدًا" للانسحاب منها قبل ان تتحرك القوات المسلحة لإنهائها. ولأكد رئيس الوزراء العراقي الجمعة ان الصلاة الجماعية التي اقيمت فيها هي صلاة الجمعة الاخيرة، بحسب قناة "العراقية" الحكومية. وجاءت تحذيرات المالكي غداة مقتل قائد الفرقة السابعة في الجيش مع اربعة ضباط اخرين وعشرة جنود خلال اقتحامهم معسكرًا لتنظيم القاعدة في غرب محافظة الانبار التي تشهد منذ ذلك الحين عمليات عسكرية تستهدف معسكرات للقاعدة. نسف وحرق الى ذلك كشف محافظ ديالى العراقية عمر الحميري امس السبت عن نسف وحرق 35 منزلًا سكنيًا من قبل "ميليشيات" في ثلاث قرى زراعية شمال شرق بعقوبة شمال شرقي بغداد، مطالبًا بإطلاق عملية عسكرية بالمحافظة تحمل اسم "ثأر العراقيين من الميليشيات والقاعدة في ديالى". ونقل موقع "السومرية نيوز" عن الحميري قوله: إن "ميليشيات متنفذة قامت مساء أمس، بنسف خمسة منازل وإحراق 30 أخرى في قرى الكف والخيلانية وعكيدات جنوب قضاء المقدادية، شمال شرق بعقوبة"، مضيفًا إن "هذه الجريمة واضحة للعيان ولا يمكن الصمت حيالها". واعتبر أن "محاولة بعض المسؤولين والقيادات الأمنية نفي ما حصل، غير منطقي ويدلل على قدرة الميليشيات في ديالى وتأثيرها البالغ والخطير على طمس معالم جرائم بشعة ترتكب في وضح النهار في ظل صمت مريب من قبل بعض قادة الأمنية". وحذر محافظ ديالى من "تنامي خطر الميليشيات داخل المحافظة" واصفا إياها ب"داعش ثانية تسعى لقتل الأبرياء وتخريب منظومة الأمن المجتمعي والسعي لخلق فتنة طائفية مقيتة تحرق الجميع".