تدلف إلى محل تجاري ما بحثاً عما تطلبه فتفاجأ بمن يفرض عليك صنفاً معيناً غير الذي جئت لأجله ويحاول أن يقنعك بشراء شيء لست بحاجة له.. وإن كنت ممن يسهل خداعه بمعسول الحديث، سترى نفسك وقد خرجت ويداك محملتان بأشياء أنت في غنى عنها ولم تدر حتى في مخيلتك.. ولوهلة قد تعتقد بأنك ربما كنت تحت تأثير التنويم المغناطيسي, نظراً لأنك لست ممن يسهل خداعه.. ولكنه حصل! أما الآخر فيتبع أسلوب(التطفيش) بدلاً من ترغيبك في الشراء, حيث يحصي عليك خطواتك فيماشيك أينما ذهبت, حتى أنك تحس بأنك محاصر بل ومخنوق!؟.. وليته يكتفي بذلك بل قد تنهمر الكلمات من فمه كالسيل الجارف فلا تفقه أي شيء مما يقول إلا بأنه يروج لبضاعته ولكن بأسلوبه الخاص فيعمد إلى طردك من المحل شر طردة! وقد كان القصد من حديثه جذبك للشراء ولكن لأنه يتبع سياسة التسويق السلبي, فقد خسر زبوناً كان بإمكانه الشراء لو تم تركه يتحرك بحرية! وللأسف الشديد, رغم حرص المستثمرين على جلب كل ما هو جديد من بضاعة يتم عرضها بطريقة مشوقة وبديعة إلا أنهم يصرون على استقدام عمالة ما.. بحاجة إلى الكثير من الوقت كي يتم صقلها وتوجيهها لكي تقف بثقة وتواجه الزبون الذي لم يعد ساذجاً كي تنطلي عليه تلك الحيل وهو الزبون نفسه الذي يضيق ذرعاً حين يدلف إلى مكان راقٍ ليواجه بأسلوب تسويق ينتمي إلى قرن مضى من الزمان!.. وقد حصلت أمامي مسرحية هزلية حين طلبنا عطراً معيناً وأصر البائع على تسويق نوع آخر مستشهداً بزميله الذي ذكر بأنها آخر زجاجة في المحل, لأن الطلب عليها شديد.. وفي الحقيقة, يرجع تاريخ ذلك العطر إلى سنتين مضتا أو ربما أكثر!! وقد حاول بيعها بأكثر من سعرها الحقيقي!.. وعندما صححنا له معلومته, قال بأنها (معدّلة وراثياً).. أقصد تم تجديدها! تلك هي التجارة مع (البعض) شطارة في الضحك على الذقون وابتزاز ما في الجيوب.. أما عن الأسلوب فحدث ولا حرج, لا فرق بينه وبين ( سوق الحراج )!