تجذب وسائل الدعاية والإعلان التي يقوم بها عدد من أصحاب محلات العطور عشرات الزبائن، وتتعدد وسائل تسويق العطور لتشمل الوسائل الحديثة ومنها التلفاز واللوحات الدعائية، ولكنها في الوقت نفسه لا تغفل الأسلوب التقليدي، وذلك بالتسويق المباشر داخل ممرات الأسواق التجارية، وإتاحة الفرصة للزبون لكي يجرب العطر قبل شرائه، فمن يدخل الأسواق هذه الأيام يجد مندوبي شركات العطور منتشرين أمام محلاتهم بقطع من الورق، وعليها عينة من عطر معين للتأثير على المتسوق. ومع اقتراب عيد الفطر المبارك يزداد الإقبال على العطور حيث تحقق أنواع معينة من العطور إقبالا من فئات متعددة من الفتيات والنساء والرجال والشباب، والأطفال أيضا. وفيما ينجذب البعض لروائح العطور أيا كان نوعها بدا لافتا الإقبال من قبل شريحة معينة من الزبائن على عطور معينة خصوصا الباريسية، ومن بينها "ديور هوم" و"لاهوم" وعطر "فهرنهايت الأبيض" والتي تتميز بارتفاع أسعارها. وبدا واضحا أن للعطور ثقافتها، حيث يعرف بعض الزبائن إضافة إلى نوعية العطر التوقيت الموسمي المناسب لوضعه. وقال سلمان الحربي "تتميز نوعيات من العطور بأنها خفيفة ذات رائحة باردة يمكن وضعها فترة الصباح، بحيث تترك انطباعا جميلا لمن يشمها، وهناك عطور أخرى لا يمكن قبولها في الصيف، حيث رائحتها النفاذة، والتي ربما تتفاعل مع حرارة الجسم. ويرى مشاري العلوي أن عالم العطور عالم متجدد حيث لا يمكن لك أن تلحق الموضة والصرعات الجديدة للعطور التي تظهر كل يوم، خصوصا ما يأتي منها من باريس، مشيرا إلى تجربته حين زار عددا من المحلات الكبيرة في باريس ليقف على تاريخ صناعة أكثر العطور شهرة في العالم، مؤكدا أن تجارة العطور في باريس تجارة رئيسة ، وهى تعتمد عليها كما نعتمد على النفط لدينا. وتذكر نوف أحمد أن العطور أحد أساليب التواصل بين الزوجين، فهى تعبير عن الشاعرية والعواطف، واتخاذها هدية يوطد العلاقة بين الزوجين، حيث يمكن للزوج أن يعبر عن عواطفه تجاه زوجته بقارورة عطر ينبعث منها الدفء والرومانسية. وتضيف أن بعض الزبائن تربطه علاقة وثيقة بعطره، ولا يمكن أن يبتعد عنه كثيرا، حيث يمثل له ذكريات خاصة، ومعاني مهمة، حتى وإن غيّره إلى نوع آخر، فقد ارتبط به لفترة طويلة وأصبح يجسد عالما خاصا به. أما ماجد عبدالحميد فيقول إنه يخصص ميزانية سنوية تصل إلى 5000 ريال لشراء العطورات له ولزوجته، مشيرا إلى أنه يحرص على شراء الماركات العالمية التي تتميز بالجودة والتميز. وليست العطور حكرا على الكبار، فالأطفال لهم أيضا عطور خاصة بهم تناسب أعمارهم، كما توجد عطور خاصة للشباب، حيث تلاحظ بمحلات العطور شباباً يبحثون عن عطر يميزهم بن أقرانهم. يقول الشاب يزيد الجهني إنه يبحث عن عطر ذي رائحة تعطي المكان الذي يقصده رائحة خاصة مميزة، مشيرا إلى أن الأسعار بمتناول الجميع. من جهته يقول المشرف على أحد مراكز بيع العطور بالمدينة إن مناسبة كبيرة كعيد الفطر المبارك تجعل العطور تأتي في قائمة طلبات كثير من المواطنين والمقيمين. وأشار إلى أنه لاحظ أن ما نسبته 75%من الزبائن ربما لا يعنيه شراء عطر معين بقدر ما يكتفي بالرائحة التي يراها مناسبة وجميلة بالنسبة له، فيما إن هناك 25% ممن يحرصون على شراء نوعيات معينة من العطور، وفي بعض الأحيان يسألون ما إذا كانت شركاتها قد جاءت بنسخ جديدة ومطورة من العطر نفسه. ويبقى العطر –بحسب يزيد من أكثر وسائل التعبير عن الصداقة والمحبة بين الناس بكافة شرائحهم.