احترفت سيدات سعوديات التجارة دون محالٍ تجارية، وأصبحن بفضل التطبيقات الذكية التي تعمل على الأجهزة المحمولة ومنها «الإنستغرام»، روّاد أعمال، يدرن متجرهن دون مشقة، حيث أصبح «الإنستغرام» متجر من لا متجر له؛ فلا يشترط عليهن إلا وضع صورٍ لبضائعهن ومنتجاتهن؛ لمشاركتها مع صديقاتهن وزبائنهن، كما يتيح لهن إضافة تأثيرات ضوئية تجمّل صورهن وتعطيها لمسة كلاسيكية فريدة. «الشرق»، دخلت كواليس هذه المتاجر، التي تنوعت بتنوع توجهات روادها، من عروض أزياء وتأجير فساتين أفراح ومكياج وتسريحات شعر، وأدوات مطبخ وإكسسورات منزل، وحرف ومشغولات يدوية، ونقوش حناء، وتحدثت مع صاحبات الحسابات اللاتي تفنن في عرض صور بضائعهن، إذ تقول التاجرة أفراح آل عباس» في بداية ظهور «الإنستغرام» كان الوضع مختلفاً تماماً عما عليه الآن، نظراً لعدم معرفة الناس به بشكل كبير، وكان مملاً ؛ فعمدت على تشجيع كثير من التاجرات في خوض هذه التجربة بفتح حسابات خاصة لعرض بضائعهن. وتشير إلى أنَّ «الإنستغرام» أصبح اليوم مكاناً ممتازاً للبيع والشراء بالنسبة للتاجرة والزبونة، مضيفةً أنَّها تعرض بضاعتها الخاصة من مشغولات يدوية للمواليد والعرائس، والإكسسوارات والهدايا وتغليفها بأفكارٍ مبتكرة، إلى جانب عمل الحدائق المصغرة، وبيع الكماليات والعطور. أما حوراء شاخور، مصممة أزياء ومنسقة طاولات مناسبات تؤكد أن «الإنستغرام»، يعدّ من أفضل مواقع التواصل الاجتماعي وأكبر موقع للتسوق؛ فالتاجرة من خلاله تستطيع أن تصل بِمتجرها إلى أوسع شرائح المجتمع، كما أنه فرصة لإطلاع الزبونة بشكلٍ مباشر على جودة العمل وإتقانه، لافتةً إلى أنَّه اختصر المكان والزمان؛ فما على الزبونة إلا أن تختار المنتج وهي في منزلها، وتأتي لاستلامه فيما بعد، أو يتم التوصيل إليها من خلال سائق. وتضيف «عادة ما استقبل أفكاراً من زبائني عبر حسابي، وأناقشهم فيها؛ وفي النهاية لابد أن يخرج المنتج وفقاً لذوقي الخاص وتبعاً للمساتي، مشيرة إلى أن «الإنستغرام»، فتح لها آفاقاً أوسع وتوسعت أعداد زبائنها لتشمل غير الشرقية كالرياض وجدة. أم كرار التي اتخذت من «الإنستغرام» مكاناً لتسويق بضاعتها وأطلقت على حسابها «متعة الضيافة»، لبيع أدوات المطبخ وإكسسوارته لفتت إلى أن الإقبال على تطبيقات «الإنستغرام» أوسع من أي موقع تواصل آخر، وأنها خلال أربعة أشهر تقريباً تمكّنت من كسب عدد كبير جداً من الزبائن، وشهرة عالية في جميع أنحاء المملكة. وتقول» كأي عمل لابد أن تصادف منافساً لك، وهي متعة العمل؛ لكن قد تصادف أيضاً من يحاول قطع رزقك دون وجه حق، كمقارنة أسعار التاجرات عبر حسابهن بأسعار السوق، ونوع وجودة البضاعة، ومحاولة صرف الزبائن، مشيرةً إلى أنَّ أصحاب المحال التجارية يعمدون على منافسة تاجرات المواقع الإلكترونية غير مكتفين بمحالهم، من خلال التضييق عليهن برفع أسعار بضائع الجملة. وأضافت أنَّ التاجرات لم يقدمن على فتح متجر إلكتروني إلا لحاجتهن لسد احتياجهن المادي، وإعالة أسرهنّ ومساعدتها بمدخولات إضافية، منوهة أن البضائع المعروضة على «الإنستغرام» ليست كلها مقلدة، ومستوردة من الصين، لتباع بسعر السوق، بعضها اختير بعناية تامة من دول أخرى، وذات جودة؛ فمن حق التاجرة أن تكسب ربحاً إضافياً من خلالها. أما فاطمة الرميح، التي بدأت مشروعها home accessories -الإكسسورات المنزلية- منذ عام، والذي عدته نوعاً ما غريباً وكانت متخوفة من عدم إقبال الناس عليه، عبر «الإنستغرام»، عكس كل توقعاتها؛ إذ تقول» حاولت أن أجمع عدد «فلورز» وركزت كثيراً على طريقة عرض منتجي، واعتمدتُ على أسلوب معين في التسويق، حتى خرجت عن المألوف مستخدمة بعض العبارات باللهجة الدارجة، والنتيجة أن التعليقات جاءت مرحبة بالفكرة، ومشجعة؛ ثم بدأ الإقبال على الشراء شيئاً فشيئاً. وتتابع «الإنستغرام» حاله كحال أي متجر في السوق، أحياناً ينتعش بطلبات الزبائن، وأحياناً ينكمش ويقل الطلب، مشيرةً إلى أنه أضحى من التطبيقات المهمة في عملية التسويق وبيع المنتج، نظراً لكثرة متابعيه ورواده من التجار والتاجرات. مشيرة إلى أنها غالباً ما تترك حرية لزبائنها في اختيار التصاميم، الخاصة بالعرائس أو المواليد، لأن أذواق الناس تختلف، لافتةً إلى أن أسعارها قد تكون أقل من السوق، وهي من تحدد السعر حسب المواد المستهلكة في الفكرة، وسعرها. نوف العبودي التي دخلت عالم «الإنستغرام» قبل عامين من الآن تقريباً، في مجال التصميم والديكور، بمشاركة أفكارها وصورها في مجال التصميم الداخلي الذي حظي بمتابعة كبيرة من قبل المتابعين، تقول إن «الانستغرام» سّهل للعالم سرعة الانتشار بالمشاريع وفتح أبواب العلاقات الاجتماعية التي أضافت لحياتها اليومية الكثير، تقول» إن مشاركتنا للصور باب للاستفادة من التفاصيل التي تنمّي الذات وتوسّع الآفاق، لا أرى فيه سلبيات البتة، والناس الإيجابيون يشجعون ويدعمون وممن عكسهم ما هم إلا دافع للمواصلة والصبر. وتقول إيمان الراشد «كنت أعتزم العمل في صالون نسائي لفترة من الزمن حتى أجمع لي رأس مال وأتمكن من فتح صالون خاص بي أديره بنفسي لكن زوجي رفض الفكرة وطلب مني أن لا أناقش معه ذلك وبعد فترة من الزمن أقترح أن أنشئ لي حساباً على «الإنستغرام»، أعرض فيها خدماتي وبسعر أقل من الصالونات؛ فأنا أمارس عملي من منزلي وبهذا فلست مرتبطة بإيجار ولا بتراخيص فمن الطبيعي أن تكون الأسعار مختلفة عن الصالونات المرخصة.