قدمت ايران امس الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة تقريرا مهما تقول انه ستثبت ان ليس لديها اي خطط لصنع قنبلة ذرية، حيث يفي تقديم التقرير باحد المطالب الرئيسية للوكالة الدولية التي منحت ايران مهلة تنتهي في الحادي والثلاثين من اكتوبر تشرين الاول لتبديد الشكوك بشأن طموحاتها النووية. وقال مصدر دبلوماسي ان مسؤولين ايرانيين سلموا التقرير الى مسؤول بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران، كما وصف علي اكبر صالحي مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الملف بانه مفهرس يحتوي على تقرير كامل فيما يتعلق باسئلة الوكالة وتاريخ الانشطة النووية لايران. بدورها أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان اهتمامها الاساسي ينصب على ضمان الحصول على معلومات كاملة عن أصل وتاريخ نظام تخصيب اليورانيوم المتطور في ايران، إذ انها تحرص بصفة خاصة على الحصول على وثائق مفصلة بشان اجزاء الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم والتي قالت ايران انها اشترتها من السوق السوداء وتحملها مسؤولية تلويث موقعين ايرانيين عثرت فيهما الوكالة على آثار يورانيوم مخصب بالدرجة المستخدمة في صنع اسلحة. وحول ردود الفعل على الاتفاق الايراني الاوروبي وصف المعلق المتشدد البارز حسين شريعة مداري الاتفاق النووي بانه (خطأ فادح) وسخر من ان اصرار مسؤولي الحكومة على ان قرار ايران وقف تخصيب اليورانيوم هو اجراء طوعي. وكتب وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان في مقالة نشرتها صحيفة لوفيغارو الفرنسية امس ان جهود الاوروبيين من اجل احلال السلام والامن تتجاوز حالة ايران وحدها ويجب ان تتواصل لتشمل كامل المنطقة. واعتبر دو فيلبان في المقالة "ان مبادرتنا تتخطى حالة ايران وحدها، لانها اولا تجسيد لما يمكن للاوروبيين ان يفعلوه عندما يكونون قادرين على تقييم التهديدات بانفسهم، وتحديد الردود وتنفيذها، مشددا على مبدأ المسؤولية الجماعية الذي سمح لنا بالتقدم في ايران، مضيفا انه ينبغي ان يسمح لنا باحراز خطوات اكبر في الشرق الاوسط". واضاف الوزير الفرنسي ان المبادىء التي اعتمدت في حالة ايران والمرتكزة خصوصا على وحدة الاوروبيين واحترام شراكتنا والحوار بدون مجاملة يجب ان تبقى مصدر الهام لاوروبا وحلفائها في كامل المنطقة، الا انه اقر بانها لن تحمل حلا فوريا بل ستسمح بالانتقال من وضع الازمة الى الثقة، ومن الصمت الى الحوار. آسيويا رحبت الصين بقرار ايران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقالت انه لا حاجة الى احالة المسألة الى مجلس الامن الدولي. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في الموقع الرسمي للوزارة على شبكة الانترنت الجانب الصيني يعتقد ان المسالة يمكن تسويتها بشكل مناسب في اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال المشاورات مع جميع الاطراف على قدم المساواة، منوهة الى ان الصين تقر حق ايران في تطوير برنامج نووي للطاقة لكنها دعت الى الالتزام بالشفافية الكاملة. من جانبه أعلن وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم في برلين ان ايران التي اكدت رسميا انها تطور برنامجا نوويا للاغراض المدنية فقط، تسعى الى انتاج اسلحة نووية ضد اسرائيل وحث الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تفتيش المواقع الايرانية. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده اثر لقاء مع نظيره الالماني يوشكا فيشر نعلم انهم يحاولون تطوير اسلحة نووية ونعلم نواياهم الحقيقية، واضاف ان التهديد الوحيد الذي تمثله ايران هو تجاه اسرائيل في حال استعمالهم يوما ما اسلحة نووية واوضح: سنكون سعداء جدا في حال تمكن محققو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول الى المواقع النووية في ايران. وكان علي اكبر صالحي، ممثل ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اعلن ان تقريرا كاملا سلم الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس . كما كانت ايران اعلنت في وقت سابق البدء بتطبيق التعهدات التي اتخذتها لاثبات اقتصار برنامجها النووي الوطني على الاستخدامات المدنية.