في الوقت الذي رحب فيه الامين العام للامم المتحدة كوفى عنان بتعهد الحكومة الايرانية اعطاء ضمانات تبرهن على ان طبيعة برنامجها النووى مدنية محضة، تلقى البيت الابيض هذا التعهد بحذر شديد، حيث صرح الناطق باسمه سكوت ماكليلان في سنغافورة انه اذا وقعت ايران وطبقت البروتوكول الملحق وتعاونت تماما مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية واوقفت نشاطاتها في تخصيب اليورانيوم فستكون تلك خطوة في الاتجاه الصحيح. واضاف لقد كنا على اتصال دائم ووثيق مع الاوروبيين ونحيي مساعي وزراء الخارجية البريطاني والالماني والفرنسي الرامية الى الحصول على تعهد من ايران موضحا انه ليست كلمات البيان بل تطبيق الالتزامات هي التي ستعطي زخما للاتفاق . وفي اندونيسيا رحب الرئيس الاميركي جورج بوش امس بموافقة ايران على عمليات التفتيش الصارمة على منشآتها النووية ووصف ذلك بانه تطور ايجابي جدا. وفي واشنطن، اعلن مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية ادام ايريلي ان ما تم التوصل اليه في طهران هو خطوة اولى،والمهم هي الاعمال ، مشيرا الى ان الولاياتالمتحدة تراقب ما تقوم به طهران فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم. كما نفى مسئول رسمي امريكي صحة تقارير صحافية حول ابرام وزراء خارجية بريطاينا والمانيا وفرنسا صفقة مع الحكومة الايرانية بشأن برنامجها النووي، بعدما اشارت تقارير الى ان الوزراء الاوروبيين تعهدوا للحكومة الايرانية بتقديم جميع المساعدات الضرورية لبناء برنامج نووي للاغراض المدنية مقابل ان تقوم طهران بتعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم وتوقيع البروتوكول الاضافي لمعاهدة حظر الاسلحة النووية. واعتبر الوزراء الثلاثة انهم يقومون بمهمة امريكية في ايران نظرا لعدم وجود علاقات دبلوماسية بين واشنطنوطهران. من جانب اخر نقلت محطة التلفزيون الاسرائيلية الخاصة "10" عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال اهارون زئيفي قوله ان البرنانج النووي العسكري الايراني سيصل الى "نقطة اللاعودة خلال عشرة اشهر. واضاف امام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الاسرائيلي ان البرنامج النووي الايراني سيصل الى نقطة اللاعودة خلال عشرة اشهر وبعد هذه الفترة، لن تستطيع الوسائل الدبلوماسية الدولية وقف هذا البرنامج . واعتبر المعلق العسكري للمحطة التلفزيونية ان الجنرال زئيفي اثار هكذا امكانية ان "تتولى اسرائيل ايقاف البرنامج العسكري النووي الايراني في حال فشل الضغوط الدولية . وفي ذات السياق قال رئيس مجلس الامن القومي الاعلى حسن روحاني ان ايران ستوقع على الارجح البروتوكول الاضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي الذي يسمح بالتفتيشات المفاجئة دون قيد بحلول موعد اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 20 من نوفمبر تشرين الثاني،الا انه قال لا أعتقد اننا سنوقعه قبل 31 اكتوبر ولكن من المرجح ان يكون ذلك قبل 20 نوفمبر . ووفقا للاعلان الذي تم الاتفاق عليه في طهران قالت ايران انها سوف تنفذ البروتوكول قبل التصديق عليه، غير ان روحاني لم يحدد الى متى يمكن ان تلتزم ايران بوقف تخصيب اليورانيوم، منوها الى ان بلادنا اختارت طواعية اتخاذ هذا الاجراء مما يعني انه قد يستمر يوما او عاما. من جهتهم اشاد وزراء خارجية فرنسا وبريطاينا والمانيا الذين طاروا الى طهران ومعهم صفقة تشمل الترغيب والتهديد بهدف اقناع ايران للالتزام بمهلة 31 اكتوبر تشرين الاول لاثبات انها ليس لديها طموحات في مجال التسلح النووي بالاتفاق باعتباره خطوة هامة الى الامام وان لم يكن انفراجا، حيث قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو لقد كان عملا هاما ولكن لايمكن ان تحكم على اهميته الا بمرور الوقت ومن خلال التنفيذ . كما اكد وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان على تحقيق تقدم مهم نحو تأسيس اتفاق يتناول القضايا الثلاث العالقة،والمتمثلة بالتوقيع الفوري والتنفيذ المبكر للبروتوكول الاضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقف تخصيب اليورانيوم، مقابل ان تعترف الدول الاوروبية الثلاث بحق ايران في تطوير برنامج مدني للطاقة النووية والاشارة لامكانية الحصول بشكل أسهل على تقنية حديثة وامدادات في نطاق واسع من المجالات. بدوره قال وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر ان هذا الاتفاق يفتح الباب امام عملية مهمة لحل القضية النووية بين ايران والمجتمع الدولي،الا ان دبلوماسيا غربيا في فيينا قال ان هذا الاتفاق قد لا يكون كافيا للحيلولة دون تقديم محمد البرادعي مدير عام الوكالة لتقرير سلبي في نوفمبر تشرين الثاني مما لا يعني ان الامر انتهى.