قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس ان ايران ضاعفت عدد أجهزة تخصيب اليورانيوم في موقع حصين تحت الارض فيما يبين تحدي طهران لضغوط الغرب لوقف نشاطها النووي وتهديد اسرائيل بمهاجمتها. وخلال الاسابيع والاشهر التي زاد فيها السياسيون الاسرائيليون من حديثهم عن شن هجمات جوية على مواقع نووية ايرانية تزيد الجمهورية الاسلامية من انشطتها لتخصيب اليورانيوم في موقع فوردو الموجود في اعماق جبل لحمايته من اي ضربات معادية بحسب رويترز. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ايضا في تقريرها ربع السنوي بشأن ايران ان مباني هدمت واراضى جرفت في موقع عسكري تريد الوكالة تفتيشه في محاولة من جانب طهران لازالة اي ادلة على انشطة نووية عسكرية جرت في الموقع. واضافت الوكالة التي تتخذ من فيينا مقرا لها ان هذه "الانشطة المكثفة" في قاعدة بارشين العسكرية ستعطل بشدة تحقيقها هناك اذا ومتى سمحت ايران لمفتشيها بزيارة الموقع. وفي علامة اخرى على تعطيل ايران لتحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يشتبه ان تكون تجارب لأبحاث تتعلق بصنع اسلحة نووية قالت الوكالة في تقريرها ان الاجتماعات رفيعة المستوى مع المسؤولين الايرانيين هذا العام لم تحقق "اي نتائج ملموسة". وقال مصدر دبلوماسي ايراني رفيع "انشطة ايران المستمرة لتخصيب اليورانيوم ... تسخر من المجتمع الدولي القلق بشأن البرنامج النووي الايراني." وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان عدد اجهزة الطرد المركزي في فوردو بالقرب من مدينة قم المقدسة لدى الشيعة على بعد نحو 130 كيلومترا من طهران زادت إلى اكثر من المثلين لتصل الى 2140 بعد ان كانت 1064 جهازا في مايو ايار. وقالت الوكالة في تقريرها ان الاجهزة الجديدة لم يبدأ تشغيلها بعد. واكد الزعيم الايراني الاعلى علي خامنئي هذا الاسبوع على ان البرنامج النووي الايراني سلمي تماما. وقال امام قمة حركة عدم الانحياز التي تستضيفها طهران "شعارنا هو الطاقة النووية للجميع وعدم وجود الاسلحة النووية في يد احد." لكن التوسع في البنية التحتية لتخصيب اليورانيوم وتزايد مخزونات ايران من اليورانيوم المخصب الذي ذكره تقرير الوكالة لن يؤدي إلا الى مزيد من مخاوف الدول الغربية ومن شأنه ان يؤدي إلى مزيد من الضغوط الدبلوماسية على ايران التي تخضع لعقوبات دولية. ومن شأن تقرير الوكالة الدولية ان يعزز من الاقتناع في اسرائيل - التي تعتبر البرنامج النووي الايراني تهديدا لوجودها - بأن تشديد العقوبات الاقتصادية الغربية على ايران هذا العام فشل في كبح مشروعها النووي. وقال مسؤول اسرائيلي مشيرا إلى وجهة نظره بشأن العملية الدبلوماسية التي يرى انها لم تكن سوى وسيلة كسبت بها ايران مزيدا من الوقت لتواصل برنامجها "هذا التقرير يعزز ما يقوله (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو منذ سنوات." وأظهر التقرير ان ايران أنتجت نحو 190 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب لدرجة أعلى منذ عام 2010 ارتفاعا من 145 كيلوجراما في مايو ايار. وبلغ اجمالي الانتاج من اليورانيوم منخفض التخصيب منذ عام 2007 نحو 6.9 طن وهي كمية يقول الخبراء انها تكفي لصنع خمس قنابل نووية او اكثر اذا تم تخصيبها لدرجة اعلى. وتقول ايران انها تحتاج الى اليورانيوم الاعلى تخصيبا - الاكثر نقاء من الوقود المطلوب لتوليد الكهرباء - للاستخدام كوقود لمفاعل للابحاث الطبية لكن ذلك يقربها بدرجة كبيرة من امكانية صنع مادة القنبلة المحتملة. وقال مسؤول مطلع على التقرير مشككا في حاجة ايران إلى مزيد من اليورانيوم ان ايران تملك بالفعل ما يكفي من الوقود لتشغيل مفاعل الابحاث الطبية لعشر سنوات. كما اعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقها العميق بشأن موقع بارشين العسكري الذي يقع إلى الجنوب من العاصمة والذي تريد الوكالة تفتيشه بحثا عن ادلة على انشطة تسلح نووي سابقة. وقالت الوكالة "جرت اعمال كبيرة لتجريف الأرض وتغيير المشهد في منطقة واسعة في الموقع وحوله." وقال التقرير ان خمسة مباني ازيلت كما ازيلت اسلاك كهرباء واسوار وطرق ممهدة وهي انشطة من شانها ان تعرقل التحقيق. وقالت الوكالة "الانشطة التي لوحظت ... تعزز تقييم الوكالة لأهمية السماح بدخول الموقع في بارشين دون اي تأخير." وتقول ايران ان موقع بارشين موقع عسكري تقليدي ووصفت المزاعم بأنها "سخيفة". وقالت ايران في رسالة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتاريخ 29 اغسطس آب "الانشطة الاخيرة التي زعم انها اجريت" بالقرب من الموقع الذي تهتم به الوكالة "لا علاقة لها به". ونقل التلفزيون الحكومي عن علي اكبر صالحي وزير الخارجية الايراني قوله "الغرب فرض عقوبات على ايران لسنوات لكن الامة الايرانية تواصل المقاومة وتحقق التقدم." 5