تطرقت ابرز الصحف الاسرائيلية امس الاحد الى قدرة الكيان الاسرائيلي على توجيه ضربات نووية للمواقع النووية الايرانية اثر معلومات تناقلتها صحف اجنبية يوم السبت وقالت ان ارئيل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي اعطى الموساد الضوء الاخضر لضرب ستة مواقع نووية في ايران. وتحدثت (يديعوت احرونوت) و(معاريف) و(هآرتس) عن المقال الذي نشرته صحيفة لوس انجليس تايمز الاميركية مفاده ان اسرائيل اجرت تعديلات على صواريخ عابرة اميركية الصنع تطلق من على متن غواصات، وجهزتها برؤوس نووية بحيث باتت قادرة على اطلاق اسلحة ذرية من الارض والجو والبحر. كما تناولت الصحف ما اوردته مجلة (در شبيغل) الالمانية في عددها الذي يصدر اليوم الاثنين، من ان الحكومة الاسرائيلية قد تضرب بشكل (وقائي) مواقع نووية ايرانية تشتبه في انها تستخدم لصنع اسلحة باليورانيوم المخصب. وتابعت المجلة ان هذه الاهداف قد تدمر كليا وفي نفس الوقت بمقاتلات اسرائيلية من طراز اف-16 الامريكية الصنع في عملية يعتبرها الموساد قابلة للانجاز. ونشرت (معاريف) خريطة ايران مشيرة الى المواقع التي قد تتعرض على حد قولها الى هذه الضربات وصور جوية لها. كما نشرت زميلتها (يديعوت) صورة غواصة من طراز دولفين للبحرية الاسرائيلية ووضحت استنادا الى رسوم كيف يمكن لهذه الغواصة ان تقترب من العدو لاطلاق صواريخها العابرة ذات الرؤوس النووية باقصى دقة بفضل تسيير عبر الاقمار الاصطناعية. وذكرت الصحف الاسرائيلية ايضا ان الطيران الاسرائيلي دمر العام 1981 البرنامج النووي للرئيس العراقي صدام حسين في مفاعل تموز النووي قرب بغداد. واكدت ان تكرار هجوم من هذا القبيل على ايران قد يكون اكثر تعقيدا لان المواقع النووية الايرانية متناثرة في مختلف انحاء ايران الشاسعة والتي تبعد حدودها الشرقية 1300 كلم عن القواعد الجوية الاسرائيلية الامر الذي قد يعرض طائراتها الى الرصد والخطر. واعتبرت صحيفة (هآرتس) ان المعلومات التي نشرت في الخارج حول قدرات اسرائيل تأتي على الارجح من تسريبات نظمت مؤخرا بالخصوص في فرنسا والولايات المتحدة لردع ايران عن امتلاك السلاح النووي. ووصفت مصادر سياسية اسرائيلية استندت اليها (يديعوت احرونوت) هذه المعلومات بخصوص الهجمات الاسرائيلية المتوقعة بانها (خيالية). وقالت ان الخيار العسكري ضد ايران لم يتم اقراره بعد رغم ان هذا البلد يعتبر اخطر عدو مفترض لاسرائيل. واعتبر خبراء اجانب ان اسرائيل تملك ما لا يقل عن مئتي رأس نووي والصواريخ المناسبة لنقلها. وقد كانت اسرائيل تنفي منذ وقت طويل انها تملك السلاح النووي ثم اتخذت موقفا غامضا الا ان شيمون بيريز اقر لاول مرة في 1991 لبرنامج وثائقي للتلفزيون الاسرائيلي بالطريقة التي وافقت عليها فرنسا في 1956 لتمكين اسرائيل من امتلاك السلاح النووي. ولم تنضم اسرائيل الى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية الذي ينص على عمليات تفتيش المنشآت النووية للبلدان الموقعة عل هذه المعاهدة.