تشهد العديد من المناطق التونسية لاسيما بالعاصمة وضواحيها وبالساحل الشرقى حملة وطنية لمكافحة جحافل الناموس والباعوض التى تكاثرت وزحفت بشكل غير عادى على الاحياء السكنية لتنغص حياة المواطنين بشكل عام ونومهم اثناء الليل بشكل خاص. ومن اسباب عودة هذه الجحافل من الحشرات المزعجة فى هذا الفصل الخريفى بشكل اشد وقعا من حضورها الصيفى المعتاد نسبيا تهاطل الامطار بكميات غزيرة واستثنائية منذ اكثر من قرن على اقليم تونس الكبرى فى الشمال والمناطق الساحلية الشرقية لاسيما منطقة المنستير وما خلفته تلك الامطار من برك المياه الراكدة العديدة التى تمثل المناخ المثالى لتكاثر الناموس والباعوض. ومما زاد تعقيد هذا الوضع ارتفاع درجات الحرارة التى اعقبت تلك الامطار وهو ما ادى الى تعفن البرك المائية الراكدة التى تحولت الى اوكار لتوالد الناموس والباعوض بشكل غير عادى مقارنة حتى بفصل الصيف الذى لا تمثل فيه سوى السباخ وبعض الاودية وكرا لنماء هذه الحشرة المؤلمة التى باتت بالتحالف مع الذباب الخريفى اللاسع تنغص حياة المواطن اينما كان فى الطريق اوالمقهى او داخل السيارة فى حالة فتح الزجاج وفى المنزل ايضا لاسيما ساعة النوم. وقد بادرت دوائر الصحة المختصة الى شن حملة وطنية مكثفة ومتواصلة منذ ايام عديدة يدعمها المواطنون كل حسب امكانياته لمقاومة الناموس والوقاية من مخاطر الامراض التى قد تنجم عن التعفنات داخل المناطق السكنية التى استقرت بها كميات كبيرة من مياه الامطار الطوفانية الاخيرة التى شهدتها تونس. ومما زاد مخاوف المواطنين تسجيل بعض حالات الاصابة بفيروس غرب النيل المعروف ايضا بحمى غرب النيل فى المناطق الساحلية الشرقية لاسيما المنستير والمهدية. واكدت مصادر طبية بالمنطقة انه قد وقع الاحتفاظ بمن ثبتت اصابتهم بالمستشفيات لمعالجتهم بعد اجراء التحاليل اللازمة موضحة ان وسائل العلاج متوفرة ويمكن السيطرة التامة على هذا المرض عند اكتشافه.