يعتبر حي النور بغرب الدمام من الأحياء الجديدة التي تشهد منذ خمس سنوات نموا سكانيا متزايدا نتيجة الحركة العمرانية المتسارعة في المنطقة، إلا أن ساكني الحي يعانون من مشكلة كبيرة تتمثل في انتشار الحفر والمستنقعات التي تنتشر فيها الحشرات والبعوض بشكل لافت، مطالبين الجهات المسؤولة بالتحرك بشكل سريع لمعالجة المشكلة. وأكد عدد من المواطنين تحدثوا ل"الوطن" أن مشكلة المستنقعات موجودة في الحي منذ ثلاث سنوات دون أن تجد البلدية أي حل لها، وهو الأمر الذي قد يتسبب في كارثة صحية خطيرة وينشر الأوبئة والأمراض المعدية. وقال خالد العوفي من سكان الحي، "راجعت بلدية غرب الدمام أكثر من مرة ولم أجد منهم أي تجاوب، فيما رد علي أحد موظفيها بعبارة " ادفنها أنت"، مستغربا تعامل البلدية معهم بهذا الأسلوب. وقال أحمد الشمراني إن الحي يعاني من تواجد الكثير من الحفر التي تتجمع فيها المياه الراكدة، ولاسيما بالقرب من إحدى مدارس البنات التي سيتم الانتهاء منها قريبا، مما يعني أن هذه المستنقعات ستتسبب في انتقال العديد من الأمراض، مطالبا البلديات بسرعة التحرك لحل هذه المشكلة ودفن المستنقعات. وفي ذات السياق أكد عودة الحربي، أحد ساكني الحي، أن بعض المستنقعات يصل عمقها إلى المتر، وهذا يمثل خطرا كبيرا على الأطفال في الحي الذين يتواجدون بشكل مستمر للعب، محملا البلدية المسؤولية في أي حادثة غرق قد تحصل لأحدهم. وتابع الحربي: "جميعنا نعرف أن المستنقعات تحمل كثيراً من الأوبئة وتحضن جميع أنواع الحشرات والجرذان التي تنقل الأمراض، وتراكم النفايات حولها، مما يؤدي لتكاثر الديدان والطفيليات والباعوض الناقل للحمى، وأسوا ما في الأمر أنها تجاور المنازل وتخالط السكان الجو نفسه، كما أن اللعب في مياه المستنقعات يؤدي إلى انتقال الأمراض كالتقرحات الجلدية وإلاسهال وداء بروتو والبلهارسيا"، متسائلا: أين المسؤولون عن معالجة ذلكَ؟ من جهته، أوضح المتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان ل"الوطن" أن حي النور يعتبر من مناطق الحاضرة المصنفة بارتفاع منسوب المياه تحت السطحية، وتبين ذلك من خلال الدراسات التي أجرتها الأمانة من قبل استشاريين متخصصين في ذلك المجال. وقد انتهت الدراسة إلى تصاميم معتمدة لتنفيذ خطوط نظام مشترك لتصريف مياه الأمطار وتخفيض منسوب المياه. وأضاف أن السبب الآخر في وجود المستنقعات يكمن في أن حي النور من الأحياء غير المخدومة بشبكات الصرف الصحي، بالإضافة إلى النمو العمراني المتزايد بإنشاء مبان "سكنية استثمارية" متعددة الوحدات بارتفاع ثلاثة أدوار في السنوات الأخيرة. وعن الإجراءات التي اتخذتها الأمانة حيال هذه المستنقعات، قال الصفيان إن البلدية قامت بإعداد برنامج سريع موقت للتغلب على ظاهرة المستنقعات بالحي، وذلك بحصر المستنقعات بحي النور وإعداد برنامج عمل لتوجيه المعدات لردم تلك المواقع الأكثر ضررا. وتم الانتهاء من تنفيذ جزء من شبكات تصريف مياه الأمطار، وتخفيض منسوب المياه في المواقع الأكثر انخفاضا في الحي، ونقل المياه إلى شبكة حي الفيحاء المرتبطة بمحطة الخضرية، وتم طرح المشروع في ميزانية 1433-1434 ، وتم البدء فيه، كما تم اعتماد المخططات ووثائق الطرح لاستكمال كامل الحي ضمن ميزانية العام الحالي 1434-1435. وتم عقد اجتماعات دورية مشتركة مع المديرية العامة للمياه بهدف الإسراع في أعمال تنفيذ شبكات الصرف الصحي الجاري تنفيذها من قبل الشركة المنفذة للمشروع. وأوضح الصفيان أن البلدية تقوم بصفة دورية برش المبيدات في الحي مع تركيزها على المستنقعات حسب خطة عمل المقاول بنسب لا تؤثر على الصحة العامة والبيئة.