طال انتظار الأحسائيين وها هم يكحلون أعينهم بمبنى البلدية الجديد، وكأن لسان حالهم يقول لقد جاء الفرج وفتحت أبواب السماء لنا حول ولادة مشاريع ضخمة بحجم هذا المبنى الكبير الذي طال انتظاره وبحجم مساحة هذا الجزء الغالي من الوطن وتعداد سكانه فهل ستطرح في أروقته ما هو مأمول منهم؟ أسئلة عديدة رصدتها عيون المواطنين والمقيمين كما أن لسان حال الوافدين إليها يقول إنها بوابة الخليج فهل سيكون لأسئلتنا إجابات على أرض الواقع ؟ هل سيفرح أهالي سوق القيصرية بمبنى يزيح الظلمة عن عيونهم بعد ان احترقت قلوبهم وضاعت أموالهم وأصبح البعض منهم على بساط الفقر ؟ أم سيقولون كان يا ما كان، كان هناك سوق يدعى القيصرية يؤمه آلاف من المواطنين والمقيمين والوافدين من الخليج، كان بحق تحفة الأحساء وأحد معالمها السياحية ؟ فمتى تعود الأيام لنرى هذا المبنى ؟ أم أن الماضي لن يعود ؟ وهل سيجد مرتادو أسواق الأحساء البسيطة مواقف لسياراتهم المتناثرة على أثر إزالة بعض المباني المجاورة لأسواق تلك المباني القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب ، بدل أن يلقوا بسياراتهم في مواقف خاطئة، ليحصلوا على قسيمة مخالفة، نتيجة لذلك، وبدلا من أن تكون تلك المباني وكرا لأصحاب السوء، وهل ستنعم الأحساء بشوارع فسيحة أم ستبقى مجرد إزالة لبعض الأرصفة، لتحقيق تلك التوسعة، دون مراعاة للمارة أو تحقيق الهدف، وما نصيب الأماكن السياحية تلك النعمة التي حبانا الله بها؟ فجبل قارة بمواقفه البسيطة وألعابه التالفة ومرافقه غير الصالحة يبقى شامخا أمام السائحين بقسوة أحجاره قائلا لن أتغير مهما طال الزمن أم سيظل المشتل ومشروع حجز الرمال قائمين بلا عناية فائقة وأبواب مغلقة مساء، وكأنها قد ملت من رؤية السياح خجلا وحياء، حيث لم تستطع أن تقدم ما يسد حاجتهم، وها هو مسجد جواثا ثاني مسجد صليت فيه الجمعة في الاسلام بطريقه الأوحد والمظلم، لم تمتد إليه يد العناية، إلا بالنزر اليسير لا توازي الكم الهائل من السياح المارين به من كل حدب وصوب ؟ وما مصير الحدائق العامة التي أغلقت أبوابها؟ بحجة الصيانة، ولمم تفتح حتى الآن، رغم افتتاح المدارس، إلا أنها أرادت أن تمنح إجازة طويلة رغم سوء تنظيمها وترتيبها، وقدم عمرها الزمني، حيث أصبحت آخر حديقة منشأة وهي حديقة الخالدية تحتفل بمرور 20 عاماً، فاستحقت بذلك اليوبيل الفضي، وسيكون لها الذهبي بعد عدة أعوام، فهل ستبقى المخططات الحديثة حديثة بمبانيها بلا مسطحات خضراء ولسان حالها يقول (يكفي الشوارع العامة وساحات المساجد) لتكون ملاعب للأطفال، والخط الدائري سيد الموقف وكورنيش الأحساء، وليستنشق أولادنا الغبار، بدلا من الهواء الصحي لتزداد حساسية الصدر ويتفاقم المرض، إن مستشفى الملك فهد بالهفوف ضاق ذرعا بعدد الحالات الإسعافية، بل ما دور البلدية تجاه الطرق السريعة الموصلة إلىالأحساء توأما الموت خريص وسلوى، حيث حصدا من الأرواح البريئة ما لم يعلم بها إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله في ظل بكاء أم أو زوجة وتيتم أطفال هم في أمس الحاجة لمن يرعاهم، ولا ذنب لذويهم إلا أنهم اختاروا هذه الطرق للسير عليها ؟ وهل سنجد جوابا لأهالي مدن وقرى الأحساء التي كانت ولا تزال طرقهم تعاني الضيق، وعدم إنارتها ؟ وهل سنجد من يحل لهم مشكلة المياه، بعد أن بدأوا في شرائها نتيجة لنقصها ، فها هي البلد التي كانت تتربع فوق عرش مائي تشتكي، وإلى الله المشتكى والمصير، وما مصير شاطىء العقير، حيث ضيق الطريق المؤدي إليه ونقص المساحات المغطاة، علاوة على نقص الماء والكهرباء، أم يكفي أن شاطىء قرية ارامكو وشركة الكهرباء حيث يتمتعان؟ بخدمات عظيمة تشفي مرتاديها من موظفيها فقط ؟ وهل سيكون للبلدية دور في حل مشكلة مرور القطار خلال فترات متقطعة أمام عامة الناس، مما يسبب حرجا للموظفين مع رؤسائهم، بسبب مرورهم وتأخرهم . هل سنقول للمريض داخل سيارة الإسعاف أو داخل سيارته الخاصة انتظر حتى يتمكن مأمور القطار من السير، ونقول ل لمولود الجديد انتظر ولا تخرج، حتى يتمكن قطارنا العزيز من المرور ؟ هل عجزنا عن إيجاد جسور تزيل تلك المشكلة إلا يكفي عدم كفاية المقاعد ومروراً بالغبار، وعدم كفاية الوجبات، خاصة في شهر رمضان الكريم، وسوق الغنم بالهفوف، إلا تكفي الروائح المنبعثة منه لتساهم في زيادة التلوث ؟ فأين المكان البديل ؟ وهل اكتفت بوضع مخطط يضم جميع الدوائر الحكومية على جانبي عين النجم، دون مراعاة للزحمة المتوقعة بعد أن تقوم كل دائرة ببناء المقر المخصص لها بدلا من توزيعها على عدة محاور من البلد، تفاديا للزحمة المتوقعة ؟ وهل ستبقى الدورات المتواجدة حاليا، التي أنشئت مؤخراً جرداء ألا يمكن التنسيق مع بعض الشركات لعمل المجسمات الخاصة وتزيينها بما تبدعه أنامل المهندسين، لتكون معلما سياحيا يشار إليه بالبنان بعد أن وضعت حكومتنا الرشيدة أيدها الله كل إمكانياتها لتلبية حاجة المواطنين؟ ولماذا لا يتم إرغام الشركات التي لا تخضع اعمالها ومشاريعها للمواصفات والمقاييس بترتيب تلك الدورات ؟ بل ما دور رجال الأعمال ؟ وما الذي يمكن أن يقدموه للوطن، بعد أن منحهم الكثير إننا لا نشك في أن البعض منهم ساهم في أعمال الخير وقدم ما لديه خدمة للوطن الغالي، ولكنهم يعدون على الأصابع وننتظر منهم المزيد من العطاء عبر مشاريع تنموية تخدم مسقط الرأس، بدل أن تشد الرحال إلى مشاريعهم للتسوق وللتمتع بجمالها، رغم القوة الشرائية في الأحساء ... هذه الأسئلة وغيرها نطرحها عبر برنامج مشاريع الأحساء واقع . أنني لعلى يقين من أن المسؤولين في بلدتنا العزيزة يخططون مع أقرانهم من رؤساء الدوائر الحكومية كل حسب اختصاصية ، لإنجاز مشاريع عملاقة، طالما انتظرها الأهالي بشغفة، وهم أهل لتحمل المسؤولية الملقاة على عواتقهم ، وقد نذورا أنفسهم لخدمة هذا الجزء الغالي من الوطن في ظل قيادة حكيمة تسعى لرفعة هذا البلد وأهله. @@ احمد ناصر الملحم