في هذه الأيام يتذكر المواطن السعودي والخليجي والعربي والمسلم وكل مهتم بتاريخ الجزيرة العربية خصوصا والتاريخ عموما الذكرى المجيدة لتوحيد هذه البلاد ويقرأ في صفحات الزمن وسطور التاريخ انجازا عظيما كان مهندسه ومنفذه والقائم عليه الملك المؤسس (عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود) - رحمه الله وطيب ثراه - فقد أبى هذا الرجل الفذ ان يرى مهبط الوحي ومحضن الحرمين تتنازعهما حروب قبلية وطائفية مختلفة فنهض مستعينا بالله عز وجل ومتوكلا عليه حق التوكل وقد عقد العزم على توحيد الراية بكلمة التوحيد.. وتوحيد البلاد والصف بدعوة مباركة لإقامة دولة ذات منهج ودستور وأساس اسلامي ترتكز على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بمنهاج السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. وحين نتكلم عن هذه البلاد.. ودستور هذه البلاد.. فان الحديث يذهب بنا الى من يطعن ويقدح في وطن شامخ كالمملكة بدعوى وبغير دعوى. وحرى بنا ان نكون واقعيين وبعيدين عن الخطب الرنانة والمقالات المدبجة المنمقة حتى لا نبقى اسرى للجمود في عالم تستجد فيه الاحداث في كل دقيقة. فقد من الله تعالى على هذه البلاد ان جعلها منذ تأسيسها منارة للاسلام ومقصدا للمسلمين في اصقاع المعمورة.. ولهذا فان الاحقاد المستعرة والضغائن المتقدة على هذه البلاد من اعدائها لم تنفك ساعة من ليل او نهار. هذا الوطن.. كان ومازال هدفا لجهات متربصة حاقدة اتهمته برعاية الارهاب وتمويله والمشاركة به وتشجيعه بحجة قيام بعض العناصر المغرر بها من أبناء المسلمين بتدبير حوادث قتل وتخريب هنا او هناك واستغلت هذه الجهات وضعا كهذا وحجة كهذه لتسدد حرابها الى خاصرة هذا الوطن ملصقين بالاسلام تهما واكاذيب وادعاءات هو منها براء وكأن الارهاب لا يقوم به الا من ينتسبون اليه ونسي هؤلاء المدعون ان الارهاب ظاهرة عالمية تعيشها الأمم والدول بمختلف توجهاتها فمن (صقلية) الايطالية ظهرت عصابات المافيا وانتقلت الى (شيكاغو) ونيويورك في العشرينات من القرن الماضي وكانت هذه العصابات تمارس الارهاب حتى على مستوى الحكومات. وفي إقليم الباسك الاسباني مازالت التفجيرات تتوالى كما هو الحال في ايرلندا وكما هو الحال في دول افريقيا كرواندا والكونغو ودول آسيا وغيرها بل وكما هو الآن في الولاياتالمتحدة الامركية.. فالارهاب ظاهرة عالمية كما صرح بذلك صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز والذي كانت كلمته وافية شافية بأن الارهاب لا حدود له ولا قيود ولا دين ولا ملة.. وانه مأساة وبلاء يعيشه العالم بأسره. المملكة العربية السعودية بلد فوق كل شبهة مغرضة.. او تهمة ملفقة.. والمملكة قامت منذ تأسيسها وما زالت شامخة بدينها ومبادئها وأصولها التي تميزت بها عن سائر الامم ومختلف الدول.. وستظل بإذن الله تعالى كما هي بلد الاسلام وموئله وشامة في جبين الامة الاسلامية تعلو وتسمو في السماء لا يضيرها علو نقيق الضفادع ونعيب الغربان من المرتزقة والمخذلين واعداء الملة والدين ممن يتصيدون في الماء العكر ويتربصون بنا الدوائر ولكن امر هذه الامة وهذه البلاد على خير بإذن الله تعالى وسيظل هذا البناء السامق - المملكة العربية السعودية - بخير بحوله تعالى وقوته ما بقي فيه افذاذ صادقون مخلصون على رأسهم قادة هذه البلاد وحكومتها الرشيدة وعلماؤها واهل الفضل والبر فيها ولن يضرها بإذن الله تعالى اتهام صفيق او قلم مكسور او عدو متربص مبين. عضو مجلس المنطقة الشرقية