(التشدد والتطرف ) في الدين معاناة الوقوف بعيدا عن الوسط كالتطرف في الجلوس أي الجلوس طرف المجلس. ودين الاسلام دين الوسطية ويعني لا زيادة في المطلوب ولا تقصير عنه وهذا الذي يطلق عليه (الصراط المستقيم) .. ونبي الاسلام صلى الله عليه وسلم كان يلتزم المنهج الوسط المعتدل الذي يحمل الهداية والحماية والامان. والوسط هو طريق الذين أنعم الله عليهم من الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. وعلماء السلف أنكروا على المتشددين المغالين .. قال الحسن البصري: (يضيع هذا الدين بين الغالي فيه والجافي عنه) والتشدد في الدين والغلو والتنطع كلمات لها مدلولات مجانبة للصواب لذلك حرص الاسلام على قطعها لأن الافراط في أمر العبادة كالتفريط والرسول صلى الله عليه وسلم قال في حديثه: ( هلك المتنطعون قالها ثلاثا) والمتنطعون هم المتعمقون في الدين المتشددون فيه والنبي صلى الله عليه وسلم قال:( إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحدا الا غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا). فاليسر أصل في الدين , والتشدد مغالاة .. لذلك نجد أن نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام حرص على الرفق ونادى به فقال:( من يحرم الرفق يحرم الخير كله) عن هذا الموضوع (التشدد في الدين لماذا؟) سنتابع مع العلماء حقائق عن هذا الموضوع المنهج السليم الدكتور عبد الله عبد المحسن قال: ان منهاج الوسطية والاعتدال وعدم التشدد في دين الاسلام اجمالا في العقيدة .. في التشريع في الدعوة الى الله .. هو المنهج السليم .. الذي يجب أن نلتزم به لأنه اعدل المناهج في نشر الاسلام وخدمة هذا الدين. وأضاف إن اهم المشكلات في الدعوة في هذا العصر هي مشكلة الغلو والتشدد في الدين والتطرف والانحراف عن منهج الوسط. ان بعضا من الشباب لا سيما من تقل معرفتهم بالأحكام الشرعية تدفعهم حماستهم ورغبتهم في خدمة الاسلام الى الانضمام الى أية جماعة تعلن على الناس أنها تقوم بواجب الدعوة الى الله. يقبل هؤلاء الشباب احيانا على هذه الجماعات دون أم يتبينوا حقيقة اهدافها ودون ان يكون لديهم معرفة كاملة بصلاح من يوجهون أمورها وكذلك دون أن يتحققوا من اسلوبها في تبليغ كلمة الله الى الناس. وأكد الدكتور التركي ان التجارب في العديد من البلاد الإسلامية دلت على وجود اهداف خفية وراء ممارسة بعض المناشط الدعوية. قد تكون هذه الاهداف سياسية أو مذهبية منحرفة , وقد يكون فيها خروج على المسلك الصحيح الذي يجب أن يسلكه المسلم تجاه مجتمعه الذي يعيش فيه , وأولو الأمر الذين ينهضون بمصالحه وغير ذلك. ووجه الدكتور التركي كلمة الى الشباب تدعو الى تحري الأمور قبل أن يبذل من اخلاصه وجهده وماله في مكان او تجمع او جماعة لم يتحقق من عدالة من يتولون أمورها , ويتبين اتفاق اسلوبها الدعوي مع منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم , وأن العلم طريقها , والعلماء الصادقون هم القائمون بها على بصيرة. الدين سهل من جهته أكد الباحث خالد الشريف على أن خصال الإسلام سمحة سهلة .. قال تعالى :( وما جعل عليكم في الدين من حرج مله ابيكم ابراهيم) ..ودين الإسلام دين اليسر والله سبحانه وتعالى لا يريد لعباده العسر .. والتشريعات في الصوم والحج والصلاة والعبادات كلها ميسورة ليس فيها تشدد ولا تعنت. وبين أن من دوافع التشدد والغلو في الدين سوء الفهم وقلة التفقه في الدين ورسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ثلاثة أمور مهلكات فقال: (هوى متبع وشح مطاع , واعجاب المرء بنفسه) فقلة التفقه في الدين مع اعجاب الانسان برأيه وفهمه مصيبة كبيرة تنزل على الامة المسلمة , إن أمثال هؤلاء لم يتلقوا العلم من أهله فوقعوا في الخلط والخطأ وواجب العلماء الموثوق بعلمهم أن يقوموا بتوجيه الشباب وارشادهم , وواجب المسجد أن يقوم برسالته. الدكتور محمد سيد طنطاوي قال: ان الغلو في أي أمر يؤدي الى فساده واضطرابه , إذا الغلو والتطرف والتشدد في معالجة الاشياء تكون لانحراف الفكر وضعف العقل وقلة العلم الصحيح والفهم السليم كما تكون نتيجة للانقياد للهوى ولايثار الغي على الرشد, والمصلحة الخاصة على المصلحة العامة كما تكون لأفكار دينية وعلمية منحرفة عن الحق وعن الصراط المستقيم. د. سيد طنطاوي