ما الذي يجمع بين (امينة رزق) ام الفنانين وبين السير (ويلفرد ثيسجر) الرحالة البريطاني وعاشق بلاد العرب.. فقد عاشا اكثر من (90) عاما قبل رحيلهما في نفس الفترة قبل ايام.. لم يلتقيا.. ولم يعرف اي منهما الآخر.. ولكن (العزوبية) صفة مشتركة تجمعهما في مشوارين منفصلين فقد نذرت (امينة رزق) نفسها للفن منذ نعومة اظفارها، وبقيت عذراء الشاشة تسعين عاما. كما ان (ثيسجر) اقعده الهيام بالرحلات والاكتشافات لبلاد العرب خاصة عن البحث عن شريكه ورفيقه لعمره فمات عزوبيا بعد تسعين عاما هو الآخر. من الذين بكى طويلا على وفاة عزوبي تسعيني، او حتى سبعيني وستيني؟ ربما بكاه احد جيرانه شفقة على حاله، ولربما نعاه خبر صحفي في زاوية منزوية، سرد شيئا من محاسنه، وابراء للذمة بالاخبار انه مات.. وكفى. قاتل الله العزوبية، قليل من يبكي صاحبها اذا غيبه الموت، هل هذا ثمن (حرية العزوبي) اذا مات انتهى فلا رجع ولا اثر؟ وتبقى اوسمته وشهاداته معلقة في احد المتاحف الحكومية، او في غرفة جانبية لأحد اقاربه. العزوبية يا معشر العزاب لا ترحم لا العرب ولا بني الاصفر، تخدع صاحبها، وتمنيه بحرية (وهمية) تقول له إنه بها فقط، حر طليق يجوب انحاء العالم، بلا رقيب، او حمل ثقيل قوامه اسرة وجيش من الاولاد والمرافقين وبعد اقل من تسعين عاما بكثير، يكتشف الحقيقة المرة، والوهم الذريع, ولكن.. فات الفوت.