تشهد الأحساء نقلة نوعية في حراكها الاقتصادي، لأخذ دورها المؤمل للمساهمة في تحقيق الهدف الاقتصادي الأهم للمملكة وهو تنويع مصادر الدخل بما يحقق استقراراً ونمواً اقتصادياً حالّاً وعلى المدى الطويل. وعلى الرغم من أن الأحساء تحتضن احتياطيات النفط والغاز، إلا أن: موقعها الاستراتيجي، ووفرة الموارد البشرية المواطنة فيها، وتنوع الأنشطة الاقتصادية التقليدية فيها كالزراعة أو المستجدة كالسياحة، كلها توفر فرصاً استثمارية حقيقية للمستثمرين من داخل المملكة وخارجها. وما يعزز ازدهار الأحساء أن الحكومة –رعاها الله- اطلقت العديد من المشاريع التنموية بوتيرة متصاعدة ولاسيما تلك المرتبطة باستكمال وتحديث وتوسيع البنية التحتية للأحساء بما يؤدي لزيادة سعة الاقتصاد المحلي للأحساء، ويتيح بذلك المجال واسعاً أمام نموه. وعندما ينمو الاقتصاد يطلب المزيد من اليد العاملة على تفاوت مستوياتها نتيجة لاقبال المستثمرين الحاليين والجدد لتوسيع أنشطتهم القائمة أو إقامة مشاريع جديدة. وهكذا، فإن تنشيط دورة الاقتصاد المحلي أمر له متطلبات عديدة، لكنها جميعاً دونما استثناء متوافرة في الاحساء ذات المناخ الاستثماري الخصب، كل ما هو مطلوب تنفيذ المشاريع المعتمدة للأحساء في وقتها دون تأخير، وأن يفطن القطاع الخاص للفرص التي تتقافز أمام نواظره. ولذا، فإن المنتدى الذي تنظمه غرفة الأحساء في الخامس والعشرين من ديسمبر برعاية سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، يستهدف تنشيط دورة الاقتصاد المحلي في الأحساء بمختلف فعالياتها التجارية والصناعية والزراعية والسياحية وفي تنمية مواردها البشرية، وبما يتسق مع خطوات التنمية والتطوير المتلاحقة في المنطقة الشرقية وفي المملكة ككل، فالمنتدى مبادرة تنموية عامة، يصنعها كل أهل الأحساء من أجل استقطاب الاستثمارات الكبيرة وما تولده من فرص عمل، فضلاً عن تنميتها للطلب على الخدمات والبضائع على تنوعها، ودعمها لبيئة مواتية لانتعاش المنشآت الناشئة والصغيرة والمتوسطة. ويسعى المنتدى الى تحقيق ذلك بإبراز مزايا الاستثمار في الأحساء، وهي مزايا تعني في محصلتها تكلفة أقل للمُنتِج بما يعزز وضعه التنافسي نظراً لتوفر عناصر الانتاج وكثافة المزايا النسبية وتكاملها. وعليه، فالمرتكز الأساس للمنتدى هو السعي لتوظيف تلك المزايا توظيفاً مواتياً لينعكس مباشرة على سكان الأحساء، والمستثمرين فيها، واقتصادنا الوطني بصورة أوسع. وفي هذا السياق، يتطلع المنتدى لإبراز امكانات الأحساء الكامنة بما في ذلك نشاط أرامكو السعودية ومساهماتها الاقتصادية في قطاعي النفط والغاز، إضافة لتعزيز آفاق نمو قطاعات الزراعة والسياحة والصناعة التحويلية غير النفطية والتطوير والتمويل العقاري، ولتسليط الضوء على الثروة التي تفخر بها الأحساء دائماً وهي الموارد البشرية الراغبة في التعلم والمتحرقة للمساهمة في الانتاج والبناء. ولم يغفل المنتدى المبادرات الاقتصادية الارتكازية المتمثلة في تطوير العجير، وإنشاء المدينة الصناعية الكبرى في سلوى، وإطلاق نشاط مطار الأحساء دولياً، لما يؤمل أن يكون لها ولما سيأتي من مبادرات من تأثير متنام في ازدهار الاقتصاد المحلي للأحساء وتعزيز تنافسية اقتصادنا الوطني. @ihsanbuhulaiga :تويتر