قال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ان رسالة المسجد رسالة اصلاح الناس وبناء المجتمع وفق أسس من الوعي الناضج والمعرفة الصحيحة لمبادئ الدين ومن مقتضى الاصلاح لهذه الرسالة محاربة الافساد في الارض ومحاربة الذين يحادون الله ورسوله وتعريف الناس بما شرعه الله من جزاء للمفسدين في الارض المحاربين لله ورسوله.وأكد أيده الله أن رسالة المسجد هي رسالة الامن والسلام والتواصل والتعاون بين الناس على البر والتقوى والبعد عن الظلم ونبذ الاثم والعدوان وتخليص المجتمع الانساني من شرورهما.وأشار الملك المفدى في كلمة وجهها خلال افتتاح أعمال الدورة التاسعة عشرة للمجلس الاعلى العالمي للمساجد التي بدأت امس أن المملكة تدعم وتساند وتساعد على نشر قيم الاسلام العظيمة في الارض من خلال اعمار المساجد بالعبادة وتقوى الله وتأصيلها لنشر رسالة الاسلام التي تدعو الى تحقيق قيم العدل والتسامح والتعاون بين الناس. وفيما يلي نص كلمة خادم الحرمين الشريفين: بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل (وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا) والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين نبينا محمد الذي ارسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه اجمعين. ايها الاخوة الكرام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد فاحييكم جميعا وارحب بكم في المملكة العربيه السعوديه مهبط الوحى ومنطلق الدعوة الاسلامية وادعو الله ان يكتب لكم التوفيق والسداد في مهامكم الكبيرة خلال اعمال الدورة التاسعة عشرة للمجلس الاعلى العالمي للمساجد التي تنعقد في بلد الله الحرام الذي اكرمه الله بنعمة الامن وبجوار الكعبة المشرفة اول بيت وضع للناس قال تعالى (ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين). ومازال هذا البيت مثابة للناس وآمنا يتطلع اليه المسلمون في مشارق الارض ومغاربها قبلة لهم ورمزا لامنهم ومكانا لتلاقيهم ووحدتهم وقد اكرمنا الله سبحانه برعايته وخدمته وخدمة مسجد نبيه صلى الله عليه وسلم في المدينةالمنورة وهما المسجدان اللذان انطلقت منهما رسالة الاسلام للبشر لتخرجهم من الظلمات الى النور. وان المملكة العربية السعودية التي تشرفت بخدمة هذين الحرمين الشريفين لتتطلع الى ان يتحرر المسجد الاقصى ويعود الى الحوزة الاسلامية كما كان عبر التاريخ فهو قبلة المسلمين الاولى وثالث المساجد التي تشد اليها الرحال وقد ساءها العدوان المتكرر عليه وعلى المصلين فيه وسوف تبذل كل جهد لحمايته وصيانته وفكه من الاسر والاذى الذي لحق به. أيها الاخوة الكرام ان انعقاد الدورة التاسعة عشرة للمجلس الاعلى العالمي للمساجد يصادف ظروفا متغيرة واحوالا طارئة على امة الاسلام واحداثا غريبة على المسلمين من اخطرها جرائم الارهاب التي ارتكبها اناس ابتعدوا عن تعاليم الاسلام وجنحوا عن الحق فوقعوا في الاثم وسفكوا الدماء وقتلوا الانفس المعصومة التي حرم الله وبثوا الرعب والخوف في قلوب الناس فمشكلة الجهل التي تسربت الى بعض شباب الامة اغرت شبكات الارهاب باستغلال بعضهم لتحقيق اغراض لايستفيد منها الا اعداء الامة فأساءوا بذلك الى الاسلام والمسلمين وفتحوا بابا لحملات اتهام للاسلام ولصق تهم العنف والارهاب به والتطاول على خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ووصف رسالته وهي رسالة الامن والسلام بما لا يليق بها. وان هذه الحال المؤسفة ايها الاخوة تتطلب التأمل والنظر والمعالجة ومعالجة هذه المشكلة ليس امرا صعبا فالواجب تصحيح هذا الفكر الشاذ الغريب من خلال الرسالة الصحيحة للمسجد البعيدة عن الغلو في الدين فرسالة المسجد هي تعريف الانسان بحقيقة الاسلام وبمبادئه الصحيحة بعيدا عن الغلو وتأصيل صلة الانسان بربه واحسان علاقته مع خلق الله والسعى في منفعتهم فخير الناس انفعهم للناس. ورسالة المسجد التي جمعتكم اليوم في بلد المسجد الحرام هي رسالة اصلاح الناس وبناء المجتمع وفق أسس من الوعي الناضج والمعرفة الصحيحة لمبادئ الدين ومن مقتضى الاصلاح لهذه الرسالة محاربة الافساد في الارض ومحاربة الذين يحادون الله ورسوله وتعريف الناس بما شرعه الله من جزاء للمفسدين في الارض المحاربين لله ورسوله قال تعالى: (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزى في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم). ورسالة المسجد هي رسالة الامن والسلام والتواصل والتعاون بين الناس على البر والتقوى والبعد عن الظلم ونبذ الاثم والعدوان وتخليص المجتمع الانساني من شرورهما قال عز وجل: (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون) ورسالة المسجد رسالة تأسيس لقواعد التربية والاخلاق والتواد والتحاب بين الناس وتجميعهم على الحق بالكلم الطيب والموعظة الحسنة بعيدا عن الاساليب الفظة الخشنة قال تعالى: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) وقال جل وعلا: (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة). ورسالة المسجد هي رسالة العدل بين الناس والاحسان اليهم ومنع البغى عليهم قال الله عز وجل: (ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون) ورسالة المسجد هي تحقيق لوسطية الاسلام وتثبيتها في وعى الناس وتربية الناشئة على مبادئها التي لاتقبل المغالاة في الدين كما انها لاتقبل التهاون فيه ولقد تشرفت امتنا بهذه الوسطيه التي تعني الاعتدال في كل شىء قال الله عز وجل: (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا). ايها الاخوة الكرام تعد المملكة المسجد مدرسة تربويه للمسلمين ذلك فهي تدعم مشروعاتكم وتساندها وتساعد على نشر قيم الاسلام العظيمة في الارض من خلال اعمار المساجد بالعبادة وتقوى الله وتأصيلها لنشر رسالة الاسلام التي تدعو الى تحقيق قيم العدل والتسامح والتعاون بين الناس. ولقد سررنا لما تقوم به رابطة العالم الاسلامي من متابعة وتصدى لمحاولات التطاول على الاسلام وعلى خاتم الانبياء والمرسلين محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم كما سررنا لماتقوم به من حوار مع اصحاب الثقافات والحضارات لعرض صور الاسلام الصحيحة وتعريفهم برسالة العدل والسلام التي جاء بها الاسلام. ويطيب لنا بهذه المناسبة ان نشكر الجميع على ما يبذلونه من جهد في مجالات العمل الاسلامي المتعددة وندعو الله العلى القدير ان يوفقكم جميعا وان يعينكم في مهمتكم وفي انجاز رؤية معاصرة لرسالة المسجد تكون مناسبة للمنعطف التاريخى الذي تمر به الامة المسلمة. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. افتتاح الدورة وكانت أعمال الدورة التاسعة عشرة قد بدأت امس السبت في مقر رابطة العالم الاسلامي تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وافتتحها نيابة عن صاحب السمو الملكي الامير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة وكيل امارة منطقة مكةالمكرمة عبدالله بن داوود الفايز بحضور سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتى العام للمملكة العربيه السعودية رئيس المجلس التأسيسي للرابطة. وكانت أعمال الدورة بدأت بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم القى معالي الامين العام لرابطة العالم الاسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي كلمة اوضح فيها ان انعقاد هذه الدورة يأتى في وقت يواجه فيه المسلمون تحديات كبيرة وقال (في كل يوم نواجه فتنة يهتز لها قلب المؤمن فرقا ودهشة ويخاف ان تكون فيها هلكته) مشيرا الى انه حري بالمرء ان يحذر الفتن ويخشى عواقبها على دينه. وأكد ان رياح الفتن الآتية من الخارج تتمثل في المكايد التي تتجه الى ديننا وامتنا وتخويف الناس من خطر الاسلام العظيم الذي لولا عظمته واعتقاد المسلمين انه منزل من عند الله وانه غالب على الدين كله لما جلب عليه اعداؤه بصولات وجولات ظانين انهم سيأتون يوما ما على بنيانه من القواعد. واضاف ان رياح الفتن القادمة من الداخل تتمثل في تلك التي تظهر في فكر زائغ منحرف عن الصراط المستقيم مفتون بثقافة قائمة على مفاهيم لاتتصل بالله ولا تقيم وزنا للفضيلة ولاتنظر للانسان الا من زاوية شهواته ورغباته المادية. وبين الدكتور التركى ان هناك تقصيرا في مجال التنسيق والتعاون بين مؤسسات الثقافة ومؤسسات الدعوة ومؤسسات الاعلام وتقصيرا في التعاون بين العلماء والدعاة في رعاية الاجيال التي تنصهر تحت وطأة البث الفضائى وشبكة المعلومات العالمية وتقصيرا فيما يبذل لبناء شخصية الاولاد على الطراز الذي يتفق مع ثقافتنا وحضارتنا ويبرز الاعتدال والوسطية والتوازن في الفكر والسلوك. واشار معالي الامين العام لرابطة العالم الاسلامي الى ان هذه الاجتماعات فرصة للتشاور في ضرورة ايضاح المفاهيم الشرعية ايضاحا شافيا يضع حدا للذين يستعملونها على غير وجهها ويضعونها في غير موضعها جهلا او تلبيسا ومن ذلك حقيقة معنى الجهاد في سبيل الله وما يتصل باسباب مشروعيته وكيفية القيام به وفقه الولاء والبراء وفروعهما العلمية وعلاقات المسلمين بغيرهم وكذلك بيان ما يجب لاولى الامر من السمع والطاعة وما يجب لهم من النصيحة والتعاون معهم فيما ولاهم الله من امر المسلمين وبيان حرمة الخروج عليهم وشق عصا الطاعة وما يترتب على ذلك من الفتن وتسلط العدو والتعاون بين مؤسسات الدعوة ومؤسسات الاعلام في برامج تتبلور فيها الجهود على نحو احسن اداء في نشر الوعي الاسلامي الصحيح. واوضح ان المسجد هو المؤسسة التي اهتم بها الاسلام في المجتمع من اول يوم وجعل المسلمين مرتبطين به ارتباط الاعضاء بالقلب في جسم الانسان وان رسالة المسجد في بناء الشخصية المسلمة لايمكن ان تقوم بها اى مؤسسة بديلة مهما تطور الزمان. ودعا الدكتور التركى الى العناية بمنبر الجمعة لما له من اهمية وهيبة في نفوس المسلمين وثقة بما يصدر منه مشيرا الى انه من هنا تظهر مسؤولية الخطباء فيما يقدمون للناس من خطبهم وهذا يقتضى من الخطيب ان يرجع الى المصادر الاصلية المعتمدة من الكتاب والسنة وتفسيرهما ولا يتكل على ما يحضره من معلومات. وحث على ايجاد جسر من التعاون بين وسائل الاعلام والعلماء والدعاة من اجل تأصيل منهج الوسطية والاعتدال في السلوك الاسلامي حتى لا تنقسم الامة الى رجلين احدهما متنطع مغال في التدين والآخر متميع مستهتر في التهتك مذكرا باهمية استخدام وسائل الاعلام في العالم الاسلامي لتوجيه شباب المسلمين وجهة صحيحة وحمايتهم من تأثير الاعلام السيىء. وقال معالي الامين العام لرابطة العالم الاسلامي في ختام كلمته ان الرابطة اولت بيوت الله عنايتها من خلال الامانة العامة للمجلس الاعلى العالمي للمساجد وقدمت المعونة للائمة والدعاة فيها وذلك بتوفيق الله ثم بما تلقاه من دعم من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني فجزاهم الله بعظيم الثواب وجعل اجر عملهم في موازينهم لما يبذلونه من جهود في سبيل الاسلام وامته وفي سبيل حجاج بين الله الحرام وعماره انطلاقا من الاسلام الذي قامت عليه هذه البلاد المباركة واستمرت على منهجه. كلمة الأعضاء بعد ذلك القى مفتى الجمهورية اللبنانية وعضو المجلس الشيخ الدكتور محمد رشيد قبانى كلمة الاعضاء اوضح فيها ان الاسلام دين محبة ورحمة واخذ بيد الضعيف والمسكين وخدمة الناس والنهوض باوضاعهم وكفايتهم وتعزيز الامة ونصرتها مؤكدا ان هذا هو ماعملت عليه المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز رحمه الله ومازالت وستبقى ان شاء الله مضرب المثل بين دول العالم في الاعتدال والنموذج الحى للسياسة الحكيمة التي تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لاى دولة في العالم والتوفيق بين الدول المتنازعة والتأليف بين القلوب ومساعدة الدول الفقيرة وشعوبها على النهوض والبناء وتمويل مشاريع التنمية فيها وهي لاتزال تتابع مسيرتها الخيرة على الصعيد العربي والاسلامي والدولى لتحقيق الخير والعدل والحق في العالم انطلاقا من القيم الاسلامية. وقال ان الاسلام ليس دين عنف ولا ارهاب بل الصهيونية العالمية هي التي تتهمه بذلك لتبرر مكرها بالاسلام واهله وتشويه صورته في العالم مشيرا الى معالجة اسباب التطرف الذي يسود العالم اليوم من فقر ومرض وظلم وبطالة وتخلف وحرمان فهو بداية الطريق الى عالم يسوده الاعتدال ويخيم عليه الامان والاستقرار كما ان اعطاء الشعوب المضطهدة حقوقها وتمكينها من تقرير مصيرها والقضاء على ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل على الشعب الفلسطينى وتحرير الارض العربية من الاحتلال الاسرائيلى هو السبيل الوحيد الى احلال الامن والسلام في المنطقة وعودة الاستقرار اليها. وقال ان المملكة العربية السعودية هي امن المسلمين وامانهم وحصنهم وحصن الاسلام المنيع يحرص عليها المسلمون في العالم كحرصهم على اوطانهم وكل مس او تعرض لامنها وسلامتها هو مس وتعرض لامن المسلمين وسلامتهم في هذا العالم. ودعا قادة العالمين الاسلامي والعربي وشعوبهما الى التوحد وتوحيد الصف والكلمة لمواجهة الهجمة الشرسة التي تستهدف الاسلام والمسلمين الذي يحمل قيم الحق والعدل والسلام والتسامح والاعتدال التي نحرص عليها نحن المسلمين في تعاملنا مع العالم وفي سلوكنا في حياتنا العامة والخاصة وننبذ كل تطرف يخرج بالاسلام وتعاليمه عن حقيقته وجوهره الذي يكرم الانسان ويعلي شأنه. وتحدث عن رسالة المجلس الاعلى العالمي للمساجد ورسالة المسجد معربا عن شكره وتقديره لرابطة العالم الاسلامي لما تقوم به من خدمة للاسلام والمسلمين ومعالجة قضاياهم. كلمة مفتي المملكة بعد ذلك القى سماحة مفتي عام المملكة رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة رحب فيها باعضاء المجلس وسأل الله لهم التوفيق في هذه الدورة. وقال (ان الحديث عن أهمية المسجد من حيث بنائه ووقفه والاوقاف عليه وصيانته انطلاقا من قول النبى صلى الله عليه وسلم من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة ولقد اخذ السابقون بهذا فاعتنوا بالمساجد بناء وصيانة واوقفوا عليها الاوقاف التي بتوفيق الله هي كفيلة بالمحافظة عليها وصيانتها). واضاف سماحته يقول (وعن عمارة المسجد المعنوية انطلاقا من قول الله تعالى: (انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر واقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش الا الله فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين) فعمارتها بالصلاة فيها بتلاوة القرآن فيها بتعلم العلم وتعليمه فيها وقد عد النبى صلى الله عليه وسلم السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم القيامة ذكر منهم رجلا قلبه معلق بالمساجد). وأوضح أن المساجد مجال نشر العلم والتفقه في كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وسلم وان عناية المسلم بالمسجد واهتمامه به وتردده عليه لعمل صالح له وان المساجد ليست للعبادة الخاصة فقط الصلاة ولكنها للصلاة وغيرها من علوم أمور الشرع فبالاضافة الى أداء الصلاة فيها وعمارتها بادائها هذه الفريضة خمس مرات في اليوم والليلة فهي ايضا ملتقى ومنتدى للمسلمين وسبيل لجمع قلوبهم وتوحيد صفهم وسببا لتفقيههم في دين الله وتوجيه النصائح اليهم من خلال خطب الجمعة. وبين سماحة آل الشيخ ان خطب الجمعة وما تشتمل عليه من موضوعات فيها ارشاد للمجتمع بل للامة المسلمة كلها من خلال مساجدها فمن مساجد المسلمين انطلق العلم والتعليم ومنها عقدت رايات الجهاد وفيها التعارف بين الامة والتآخى بينها هكذا كان المسجد في عصوره الاولى ولاتزال رسالة المسجد غضة طرية عندما يحسن المسلمون استعمال المسجد والقيام به خير قيام. ودعا الى الاهتمام بالمساجد غاية الاهتمام فمن خلال امام المسجد والعناية في اختياره وتأهيله ليتولى ذلك المنصب العظيم اى يؤم الناس في صلواتهم ويختار امام تجتمع عليه الكلمة لان المقصود تآلف القلوب وجاء في الحديث النهي عن رجل يؤم الناس وهم له كارهون. وأكد سماحة مفتى عام المملكة ان رسالة الاسلام رسالة عالمية للخلق كلهم والمسلمون يجب ان يستشعروا هذا الواجب وينهضوا بمسؤوليتهم ليرشدوا عباد الله ويبصروهم لما لاجله خلقوا ويفقهوهم في دين الله من خلال منبر المسجد يتم توجيه الامة وتفقيهها وتبيين الحق لهم ولاسيما في الجوامع في البلاد غير الاسلامية فعليهم مسؤولية عظيمة ان تكون تلك المنابر منابر خير وتوجيه ودعوة الى الحق ونشر فضائل الاسلام وتبيين محاسنه ودحض كل الشبه التي يدلى بها اعداء الاسلام ليشوهوا صورة الاسلام المشرقة بما يلقون من شبه واباطيل فخطباء المساجد واجبهم في تلك البلاد ان يهتموا بالاسلام دعوة اليه وتوضيحا لمحاسنه وازالة كل الشبه التي يمكن ان يلصقها اعداء الاسلام بالاسلام يجب ان تكون المنابر منابر خير ومشعل هدى لا ان تكون سببا للفرقة وتقسيم الامة شيعا وأحزابا. وحذر الخطباء من أن تكون المنابر وسيلة للكيد بعضهم لبعض والاستعداء على غيرهم مما يسبب تسلط الاعداء على مجتمعاتهم وعلى مساجدهم وعلى مراكز الخير فيهم يجب ان يكون الخطيب لديه الحكمة فيما يقول وفيما يدعو اليه لتستمر دعوته ويتواصل خيره ويقطع خط الرجعة على الاعداء الذين يحاولون تشويه المساجد وخطبائها والصاق التهم الباطلة بهم. ودعا خطباء المساجد في الدول الاسلاميه ان يتقوا الله وان تكون المساجد سببا للاجتماع والتآلف ووحدة الصف وان لايكونوا مطايا لغيرهم يسخرهم كل على مايريد ويهيؤهم لاى اتجاه يريده بل يكون عندهم استعدادية هدفهم تبصير الناس والدعوة الى الحق ونشر الهدى ومبادئ الاسلام. واكد ان من واجب رابطة العالم الاسلامي السعى للالتقاء بخطباء المساجد في العالم غير الاسلامي في دورات مختلفة ولقاءات متعددة حتى يتم رسم خطة سوية لهم فيما يلقونه وفيما يفعلونه فان ارتباطهم بهذه الرابطة والتقاءهم باعضائها مما يسهل ان شاء الله تفهمهم للمراد وتحسين وضعهم والاخذ بايديهم لما فيه الخير والصلاح وامدادهم بما ينفعهم وما يسبب تنظيم مسيرتهم ليؤدوا واجبهم على الوجه الاكمل. ونوه سماحة المفتى العام بما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولى العهد وسمو النائب الثانى حفظهم الله من دعم لرابطة العالم الاسلامي وتأييدها للقيام بمهماتها سائلا الله ان يجعل ذلك من حسناتهم. وبين ان العالم الاسلامي يمر بمنعطف خطير فاعداء الاسلام يحاولون تشويه سمعة الامة ويجلبون عليها بكل وسيلة ليصفوا امة الاسلام بامة الارهاب ويصفونها بانها الامة الدمويه متجاهلين مكائدهم ومؤامراتهم الدنيئة فالواجب على المسلمين ان يعوا مكائد اعدائهم وان تجتمع كلمتهم في سبيل المحافظة على دينهم. بعد ذلك اختتمت الجلسة الافتتاحية بالدورة وبدأت جلسة العمل الاولى التي تم خلالها اطلاع الاعضاء على النظام الجديد للمجلس الاعلى العالمي للمساجد الذي اقره المجلس التأسيسي للرابطة في دورته الاخيرة وعرض تقرير الامانة العامة للمجلس واقراره وطلب الموافقة على تكوين اللجنة التنفيذية للمجلس اضافة الى تعيين اللجان الخاصة بأعمال الدورة الحالية.