يمكن لقادة العالم الذين يلبون دعوة واشنطن لمد يد العون في عراق ما بعد الحرب ان يجنوا مكافآت تشمل مزايا تجارية ومعونات مالية لبلدانهم ويحظون بمقابلة مع الرئيس الامريكي جورج بوش. وقال مسؤولون ان الرئيس الامريكي وجه دعوة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين لاجراء محادثات الشهر القادم في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في اطار حملة دبلوماسية تستهدف اقناع حلفاء الولاياتالمتحدة الرافضين بارسال قوات لحفظ السلام وأموال للمساعدة في جهود اعمار العراق. وربما يحظى المستشار الالماني جيرهارد شرودر الذي اثارت معارضته الصاخبة للحرب على العراق غضب بوش بشكل خاص بلقاء مباشر مع الرئيس الامريكي وان كان لفترة قصيرة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في الشهر المقبل. وقال مساعدو أعضاء في الكونجرس وخبراء انه بالنسبة لدول مثل تركيا وباكستان فانها قد تحصل على مزايا ملموسة اذا قررت ارسال قوات لحفظ السلام الى العراق وتتمثل هذه المزايا في الحصول على امتيازات تجارية تسعى وراءها منذ فترة طويلة والحصول على تعاقدات لاعمار العراق واعفاءات من سداد اقساط ديونها. ولم يتضح بعد ان كانت المناشدات العامة والاتفاقات وراء الكواليس وسياسة الجزرة واحيانا العصا ستكون حافزا كافيا للتغلب على تصارع الارادات عبر الاطلسي بشأن العراق. وتساءل دان فيلدمان أحد مسؤولي مجلس الامن القومي الامريكي في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون اهملناهم طيلة الاشهر الستة الماضية. فلماذا يتعين عليهم ان يشعروا بان عليهم التزاما بأن يفعلوا شيئا الآن. مضيفا ان المخاطر السياسية التي يواجهها بوش كبيرة. ويقول بعض خبراء استطلاعات الرأي ان حملة اعادة انتخاب بوش في عام 2004 ربما تتوقف على تحسن الاوضاع أو تدهورها في العراق وهناك من يتساءل لماذا يلبي الآخرون الدعوة الامريكية بارسال ابنائهم الى العراق وهم يشاهدون الامريكيين يتكبدون خسائر يومية باهظة في الارواح. اضف الى ذلك ان سلطات الاحتلال الامريكي في العراق اصبحت في الايام الاخيرة تبدي قلقا متزايدا بخصوص المال. فبدون المزيد من المساعدات المالية لن يكون في مقدور واشنطن سداد الفاتورة التي يقدرها البعض ببضعة عشرات مليارات الدولارات في العام القادم. وأظهرت كوندوليزا رايس مستشار الرئيس الامريكي للامن القومي لهجة تصالحية في مقابلة نادرة مع تلفزيون الماني اجرتها بينما كانت في طريقها لتقديم الشكر للدور الالماني الملحوظ في تأمين أفغانستان. وقالت رايس التي لم تعرف بهذه اللهجة التصالحية: احيانا تكون هناك خلافات بيننا. لكن ذلك لا يعني ان الولاياتالمتحدة لا تقدر حلفاءها... ولا يعني ذلك على الاخص اننا لانحتاج الى حلفاء. بل اننا في حاجة ماسة اليهم. مما يدل على مدى تورط واشنطن وحاجتها لمنقذ يهب لنجدتها في العراق. ويقول محللون ان ادارة بوش ستحتاج الى توسيع اشراف الاممالمتحدة على العراق وربما التنازل عن قدر من السيطرة لاقناع عدد أكبر من الدول بارسال قوات لحفظ السلام. وللوصول الى هذا الهدف قد تضطر لتلبية شروط من يهبون لمساعدتها فبعض الدول تطالب باموال بينما تطالب دول أخرى بتعاقدات. ولمح الجنرال الامريكي المتقاعد وليام ناش الذي يشغل حاليا منصب مدير مركز العمل الوقائي في مجلس العلاقات الخارجية الامريكي الى ذلك بقوله: ستكون هناك محاولة لجني ارباح... لكن في الوقت نفسه فان ذلك ليس كهزيمتنا. ووافقت واشنطن بالفعل على دفع 230 مليون دولار على الاقل لنقل فرقة متعددة الجنسيات تقودها بولندا الى العراق وتغطية التكاليف الاخرى للفرقة. ويقول مساعدون في الكونجرس انه من المرجح ان تبدي دول اخرى معارضة لابرام اتفاقات مماثلة. ويقول مسؤولون امريكيون ان التعاون من جانب تركيا قد يحقق لها اسقاط 5ر8 مليار دولار من الديون المستحقة للولايات المتحدة وان كانت انقرة تنفي وجود اي صلة بين الاتفاق على الدين ونشر اي قوات تركية لحفظ السلام في العراق. وتطالب روسياالولاياتالمتحدة برفع القيود التجارية المفروضة منذ الحقبة السوفيتية وتقديم ضمانات بشأن الدور الذي ستلعبه موسكو مستقبلا في قطاع النفط العراقي. ومن المتوقع ان يطرح بوتين الامرين عندما يلتقي مع بوش في كامب ديفيد. وباكستان حليف رئيسي في الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على العراق والتي تعتمد اعتمادا كبيرا على المعونات الامريكية تضغط على البيت الابيض لتوسيع المزايا التفضيلية لتجارة المنسوجات والموافقة على بيعها طائرات اف 17 المتقدمة.