أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش بأنه يتحمل المسؤولية كاملة لتصريحاته حول العراق بما فيها تلك المتعلقة بمحاولات بغداد الحصول على اليورانيوم من افريقيا.وقال بوش خلال مؤتمر صحافي في البيت الابيض انني أتحمل تماما مسؤولية ما اقوله، أتحمل ايضا مسؤولية القرارات حول الحرب والسلام وقمت بتحليلها بفضل معلومات ملموسة ومتينة وجيدة حملتني الى الاستنتاج بضرورة اطاحة صدام حسين. ويتعرض الرئيس الأمريكي وحليفه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لانتقادات متزايدة لإخفاقهما في تبرير الحرب على العراق بعد عجز قواتهما من العثور على أسلحة الدمار الشامل في العراق، التي أوردها الرئيس بوش في خطابه حول حالة الاتحاد في يناير ولم يستطع الآن إثبات وجودها.واكد الرئيس الأمريكي انه يدعم المستشارة الرئاسية للامن القومي كوندوليزا رايس التي انتقدتها جهات امريكية عدة وبشدة لأنها اولت اهمية كبرى لهذه المعلومات المشبوهة وسمحت بادراجها في الخطاب حول حالة الاتحاد. وقال بوش ان كوندوليزا رايس شخصية نزيهة ورائعة وأمريكا محظوظة بان تكون في خدمتها هذا كل ما في الامر. وكانت وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي آيه) حذرت البيت الابيض من صحة الوثائق التي استندت اليها بشأن أسلحة العراق. ويبدو ان دبلوماسيا نيجيريا في روما قام باختلاق هذه المعلومات للحصول على اموال لأنه كان يواجه اوضاعا مالية صعبة. وبشأن فلسطين، قال الرئيس الأمريكي ان اقامة دولة فلسطينية في العام 2005 هو هدف واقعي، مجددا ثقته في رئيسي الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) والاسرائيلي ارئيل شارون اللذين التقاهما خلال أسبوع مضى. واضاف اعتقد اننا حققنا تقدما ايجابيا في وقت قصير، اني معجب برؤية عباس حول دولة فلسطينية مسالمة واصدقه عندما يقول انه ينبغي القضاء على الارهابيين للتمكن من اقامة دولة فلسطينية. اعتقد انه صادق. واعتبر الرئيس الأمريكي أن التهديد الذي تمثله مجموعة القاعدة لا يزال قائما بالنسبة للولايات المتحدة ولا سيما عبر خطف طائرات، وبالتالي فإن الحرب على الارهاب ستتواصل. وقال ان النبأ السار هو اننا فككنا، اولا، تنظيم القاعدة، واننا نحصل، ثانيا، على مزيد من المعلومات حول خططهم كلما القينا القبض على اشخاص، لكنه قال إن القاعدة تشكل تهديدا فعليا للولايات المتحدة ولو أن بلاده لا تملك عناصر محددة. واضاف: لا نعرف متى واين وكيف، لكننا نعرف امرين او ثلاثة، نعرف ان لدى القاعدة ميلا لاستخدام الوسائل التي استخدمتها سابقا، انها طريقتهم في العمل. ولدينا بعض العناصر التي تشير الى انهم يريدون استخدام رحلات، رحلات دولية مثلا. وقال بوش ايضا اني على ثقة من اننا سنحبط محاولاتهم. واورد بوش اسماء المسؤولين في تنظيم القاعدة الذين اعتقلوا، لكنه لم يتذكر بسهولة اسم رمزي بن الشيبة، احد المنسقين المفترضين لهجوم 11 سبتمبر في نيويوركوواشنطن والذي اسفر عن سقوط ثلاثة آلاف قتيل. كما اعتبر الرئيس بوش أن اكثر من صوت، ضروري لاقناع ايران بعدم تطوير اسلحة نووية، داعيا الاوروبيين الانضمام الى الولاياتالمتحدة في هذا الموضوع. وقال إن ايران المسلحة تشكل تهديدا في الحقيقة وعلى شركاء واشنطن سيما الاتحاد الأوروبي أن يوجهوا رسالة واضحة لايران، معتبرا أن كل الخيارات تبقى مطروحة. وأضاف: اعتقد ان افضل طريقة للبحث مع الايرانيين في هذا الوقت هي اقناع اخرين بالانضمام الينا في اعلان واضح يعني ان تطوير اسلحة نووية ليس في مصلحتهم، معتبرا ايضا ان عراقا حرا سيؤثر على حياة الايرانيين. واعتبر الرئيس بوش ان الايرانيين يرغبون ان يكونوا احرارا، ووصف النظام الحالي في طهران بانه تسلطي. واضافة الى الاوروبيين، اعلن الرئيس الأمريكي انه يرغب ايضا في اقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باهمية منع الايرانيين من تطوير اسلحة نووية. وعن الحرب الأهلية في ليبيريا، أعلن الرئيس الأمريكي أن شروط تدخل بلاده في ليبيريا ليست ورادة الآن. وقال: على الرئيس تشارلز تايلور أن يرحل وان يطبق وقف اطلاق النار وعندها سنساعد المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا للقيام بمهمتها لحفظ السلام في ليبيريا. واضاف نعمل لتحقيق هذه الشروط وسنواصل العمل الى ان يتم تحقيقها. وذكر ان حجم الوحدة الأمريكية ومدة تدخلها سيكونان محدودين. واعتبر الرئيس بوش أن هناك مؤشرات مشجعة حول النهوض الاقتصادي في الولاياتالمتحدة، ما يؤدي الى ايجاد فرص عمل جديدة مستقبلا. وأقر بأن البطالة لا تزال عند مستويات مرتفعة جدا، وقال: لن نرتاح طالما يسعى الأمريكيون وراء عمل دون التمكن من ايجاده. وبلغ معدل البطالة 6.4 في المائة من اصل اليد العاملة الفعلية في البلاد في يونيو. واضاف بوش علينا مواصلة استراتيجية مفيدة للنمو الذي يوفر فرص عمل في كافة قطاعات الاقتصاد، داعيا الكونغرس الى التصويت على قانون حول الطاقة يسمح للاسر والشركات بالاستفادة من عرض للطاقة آمن ويمكن تحمله. ودعا ايضا النواب الى التأكد من ان الاعفاءات الضريبية عن الاطفال يتم دفعها للعائلات ذوي الدخل المحدود. وواجهت ادارة بوش انتقادات حادة اثر خفض الضرائب الذي تم التصويت عليه في مايو لان الملايين من دافعي الضرائب الأمريكيين ذوي الدخل المتواضع لن يستفيدوا من اي تخفيض ضريبي.