زمان جنوب الجندل كانت ليالينا تنفث البخور وتزفر المسك، ترتوي من كوثر النيل، سماؤها صفاء.. هواؤها شفاء، تولد الاجيال فيها بعد الآجيال سمر سمر فتقول نحن سمر الان شمسنا في وجوهنا. هي ذكريات بلاد النوبة اختزلها الكاتب النوبي حجاج ادول في قلبه واخرجها على الورق ابداعاً قصصياً في مجموعته القصصية "ليالي المسك العتيقة تلك المجموعة التي فاز بها بجائزة الدولة التشجيعية بجمهورية مصر العربية لعام 1991 وصدرت مؤخراً في طبعتها الثالثة عن سلسلة كتب بعد نفاد الطبعتين السابقتين. تحتوي المجموعة على اربع قصص طويلة هي الرحيل إلى ناس النهر، اديلا جدتي وليالي المسك العتيقة وزينب اوبورتي. وتدور احداث القصص الاربع في بلاد النوبة الحديثة واستعادة الذكريات، ذكريات بلاد النوبة المفتقدة في القلوب وذكريات شباب النوبة الذين يتزوجون من فتيات بيض غير نوبيات. ثم يعودون إلى بلاد النوبة باطفال يحملن نصف دم نوبي ونصف دم غير نوبي يواجهون في بلاد النوبة بلقب اصطلح على تسمية هؤلاء الاطفال به نصف بغلة ويواجه بلقب سابن الجورباتية والجورباتية هي البنت غير النوبية يواجه محمد او مهمد كما تناديه الجدة هذا اللقب بمنتهى الكره في قصة اديلا جدتي فيكره الجدة ويقول بينه وبين نفسه انا وجدتي . أمقتها. اقول: لو تموت هذه العجوز المتغضنة، سوف احب هذه القرية. ثم تحذره عمته من ان يفعل مثل ابيه: مهمد، بلدنا بناتها من كل لون، اسود، اسمر، قمحي وابيض ايضاً، اللون الذي يعجبك خذه. لكن اياك ان تفعل مثل ابيك وتتزوج جورباتية. انها حالة التجمع ورفض الذوبان يحاول النوبيين ان يتجمعوا ويقاوموه برفضهم الزواج من خارج جنسهم خاصة بعد الفيضان والتهجير وتبقى لهم في النهاية ذكريات بلادهم من نيل ونخيل وشمس سمراء تلفح الوجوه الطيبة فتكسبهم لون طين الارض وطيبتها.. وتأخذك كل تلك الاحاسيس لليالي المسك العتيقة وذكرياتها المتأججة في مجموعة الكاتب النوبي المتميز حجاج ادول. المؤلف: حجاج ادول. الكتاب: ليالي المسك العتيقة. الناشر: سلسلة كتب. عدد الصفحات: 128 صفحة