وجوه سمراء تتمايل على إيقاعات الكنزي والفاديجا، عنصري الموسيقى النوبية. مشغولات وأعمال حرفية يدوية معروضة في مركز «الهناجر» وخارجه تمثل طبيعة الحياة اليومية في النوبة القديمة. تقول سناء عبد الحافظ: «هذه المشغولات مثل الطبق الذي يحفظ الخبز مثلاً، مصنوعة من أجل التعريف بها، لكنها في الحقيقة تكون أكبر حجماً لتصلح للاستخدام باستثناء قطع الأكسسوار، مثل السلسلة التي تمثل الذهب النوبي وعلبة الحلوى وغيرها، حتى تتواصل أجيال النوبيين مع تقاليد الحياة النوبية». وشاركت في المهرجان النوبي المصري الإفريقي الثاني، مجموعة كبيرة من الموسيقيين تحت إشراف الفنان خالد منيب الذي أوضح أن المشاركين يمثلون اللون الموسيقي النوبي بكل أطيافه، اضافة إلى فرق فنون شعبية قدمت أزياء ورقصات تقليدية كفرقة «رجب» و»أسعد» و»توشكي». ويقول أبو زيد أحمد الذي يقدم الغناء الكنزي: « يتميز هذا اللون الغنائي بقدرته على تضمين «السيكا» ضمن الغناء النوبي الخماسي وبالتالي يسمح للمغني بعمل «عُرب» وحليات صوتية شرقية خصوصاً في غناء «الكف» وهو لون غنائي يصاحبه إيقاع مرتب ويشبه الموال العربي». لون آخر، يسمى الغناء الجعفري يقدمه الفنان رضا الأمين الذي يوضح أنه يعود إلى قبائل الجعافرة في مدينة كوم أمبو وهو قريب من الغناء العربي مثل الكف والنميم الذي يعادل التقاسيم الشرقية. أما عن غناء الفاديجا فيقول المغني حسين محمود: «هو تراث النوبة وحافظها من عادات الفرح والحزن أيام الزراعة والحصاد وغيرهما». وتعد الفنون التشكيلية مهمة جداً في الثقافة النوبية، وأقيم على هامش المهرجان معرض ضخم في قاعة صلاح طاهر في الأوبرا، شارك فيه 36 فناناً ب70 عملاً بين رسم وتصوير زيتي ونحت، تدور حول شكل البيت النوبي وحاملات الجرار والأساطير النوبية. ويغلب على الأعمال اللون الأزرق الذي يرمز إلى صد الحسد وتنسحب الألوان الرمادية والغامقة والذهبية.