اكد عدد من اصحاب المحلات التجارية في الجبيل ان سوق المحافظة شهد صيف هذا العام والاعوام الخمسة الماضية قلة الزبائن وضعف القدرة الشرائية مقارنة بأسواق المنطقة الشرقية الاخرى. وعزا عدد منهم ذلك الى قرب الجبيل من المدن التجارية الساحلية في المنطقة مثل الدمام والخبر، الى جانب ضعف الثقافة الشرائية لبعض الاهالي اعتقادا بأن تلك الاسواق منافسة لسوق الجبيل، كما طالبوا بتفعيل دور الغرفة التجارية الصناعية من حيث اقامة المهرجانات والعروض الخاصة بجذب الزبائن لسوق المحافظة. قرب المدن الكبرى ويقول سعيد السحيبان تاجر ملابس جاهزة، أن قرب الدمام والخبر من الجبيل ساهم وبشكل ملموس في جذب المتسوقين خصوصا في اوقات المناسبات ومنها الاعياد وفترة اجازة الصيف التي لها الاثر المباشر في تدني حال السوق لدينا. ويضيف أن الجبيل كما هو معروف مدينة صغيرة ومعظم شريحة سكانها من الموظفين واعتمادهم في الدخل على الراتب الشهري لذا تنشط حركة السوق مع نهاية الشهر وينفي مايثار عن ارتفاع السلع المعروضة في سوق الجبيل ويرى ان هذا ليس له اساس من الصحة وان هناك تقارب كبير بين السلع المعروضة في سوق الدمام والخبر ولكن هناك نقطة لابد من توضيحها وهي الثفافة الشرائية لدى البعض من اهالي الجبيل للاسف الشديد ضعيفة ويمكن بالسهولة اقناعهم بأن اسواق المنطقة الاخرى افضل وارخص من الجبيل! وهنا احب ان اؤكد من خلال تعاملنا مع مندوبي الملابس يؤكدون لنا بأن اسعار الجبيل تنافس مثلاتها من اسواق المنطقة. اين العامل الترفيهي؟ وعن العناصر الهامة لجذب الزبائن وبقائهم بسوق المحافظة يطالب السحيبان بوجود العامل الترفيهي لجذب الزبون فنحن نفتقر الى هذا الجانب فلا يوجد اماكن ترفيهية مثل مدن الملاهي والمتنزهات لجذب السياح خصوصا في الفترة الصيفية واعني بالخصوص الجبيل البلد التي تحتاج الى تفعيل هذا الجانب وتنشيطه اضف الى ذلك ان معظم المحلات في الجبيل تغلق في وقت مبكر خلاف المدن الاخرى في المنطقة. ندرة الزبائن ويقول احمد الغامدي تاجر مجوهرات بالجبيل الصناعية: حال سوق الجبيل في هذا الصيف يشكو فالزبائن بالقطارة وهذا حال السوق في ايام الصيف ولكن وراء ذلك اسباب منها خصوصية سكان الجبيل الصناعية بحكم انها مدينة صناعية ومعظم سكانها ممن يعملون في نظام الورديات لذا فالبعض يفضل قضاء وقت اجازته خارج الجبيل فهذا يؤثر سلبا علينا نحن اصحاب المحلات كما ان الثقافة الشرائية لدى المستهلك في الجبيل فيها شيء من التشويش ولديه قناعة مسبقة بأن اسواق الدمام والخبر افضل بكثير من حيث انخفاض الاسعار وجودة السلعة ولكن اذا قمنا بتقدير مدى ما يدفعه المستهلك من اهالي الجبيل حينما يذهب للتسوق للدمام وغيرها فنجده الضعف من تعبئة البنزين الى مشوار الطريق ومصاريف اخرى. منافسة العنصر الاجنبي ويؤكد توفيق السلوم تاجر اوان منزلية ان حركة التسوق في الجبيل خلال الخمس سنوات الماضية شهدت تراجعا ملحوظا كقوة شرائية ويرجع ذلك الى الاوضاع الاقتصادية في المنطقة بشكل عام ولكن في الجبيل هناك تأثر ملحوظ واعني بذلك تجارة الاواني حيث اصبح السوق تحت سيطرة العمالة الوافدة اضف الى ذلك كثرة البضائع المقلدة والرخيصة التي اصبحت منتشرة في معظم المحلات لذا لابد ان تكثف الرقابة على المحلات التي تزاول البيع والشراء اما من حيث اوضاع السوق خلال الصيف كما هو معروف نحن نعيش في مدينة لا تبعد مسافة كبيرة عن المدن الساحلية المجاورة لها ومعظم المتسوقين من المستهلكين يفضلون الذهاب الى الدمام ليس بسبب الاسعار التنافسية او الجودة الخ.. ولكن اهالي الجبيل جلبوا او تعودوا على متعة التسوق خارج مدينتهم من اجل التعرف على الجديد في تلك الاسواق، كما نحب ان يكون للجبيل خصوصية لجذب الآخرين للتسوق فيها من حيث وجود وسائل الجذب وهي الوسائل الترفيهية التي تفتقر لها الجبيل من الاساس وهذا راجع لكبار المستثمرين. مدينة صغيرة اما عبدالله السلمي تاجر ملابس جاهزة فيقول ان الجبيل عكس المدن الاخرى التي تنشط خلال العطلة الصيفية فهذه الفترة نسميها فترة الركود والراحة لان معظم الشريحة السكانية يفضلون قضاء اجازاتهم خارج الجبيل فتقل الحركة الشرائية اضف الى ذلك أن الجبيل منطقة صغيرة ولا توجد فيه القوة الشرائية التي يتوقعها البعض! كما ان قرب المدن الساحلية يساهم في ضعف ونشاط السوق وهذا لا يخفى على الجميع ولكن المشكلة التي تواجه المتعاملين في السوق هي المنافسة من قبل البضاعة المقلدة التي اثرت على سوق الجبيل بشكل مباشر وعلينا نحن كأصحاب محلات تسويق الماركات المسجلة ويأتي ذلك من قبل العمالة الآسيوية وتمنى ان تختفي هذه الظاهرة من السوق عما قريب لاننا كسعوديين مهددون اذا استمر الوضع بهذا الشكل لان نواجه العديد من الصعوبات في السوق، كما اتمنى ان يتحسن حال السوق قرب دخول المدارس. اين المناخ المناسب؟ ويوضح خالد الغامدي تاجر ملابس جاهزة أن حال سوق الجبيل الصناعية والبلد لن يتحسن الا اذا عولجت الاسباب الكفيلة بنجاحه وهي تهيئة المناخ المناسب من خلال وجود المهرجانات والعروض الصيفية وهذا لا يأتي الا بتضافر الجهود من تجار الجبيل والجهات المختصة سواء في وزارة التجارة او الغرفة التجارية الصناعية لانه كما هو ملاحظ في الجبيل هذا العام والاعوام الماضية لم يكن لها مشاركة فعالة في مهرجان صيف هذا العام (غير جو) ولم يكن هناك تفاعل وجهود في هذا الجانب مما دفع معظم الاهالي للذهاب حيث وجود المهرجانات والعروض واصبح سوق الجبيل في اسوأ حالاته. ويضم سعد الغامدي تاجر مجوهرات صوته الى صوت زميله خالد ويقول: اذا اردنا استمرار نجاح اي نشاط تجاري فلابد ان نضع المسوقات لهذا النشاط كي يكتمل ويحقق النجاح والجبيل بطبيعة الحال لها خصوصيتها ومميزاتها عن المدن الساحلية الاخرى كمنطقة تمثل الصناعة الكيماوية وغيرها من الصناعات الاخرى وهنا يأتي دور خصوصيتها وشريحة المجتمع الذي يسكن فيها لذا ومن خلال نشاطنا المتواضع نجد انها تحتاج الى دراسة مستفيضة لتفعيل الدور السياحي فيها ليتكامل مع الدور التجاري ونعنى انه لابد من وجود المقومات التي تؤدي لهذا النجاح فنجد على سبيل المثال المجمعات التجارية والمراكز تحتاج الى الحملات الاعلانية والعروض الخاصة لجذب سكان الجبيل عن الذهاب الى الدمام والخبر التي هي المنافس للجبيل بحكم قرب المسافة ووجود العامل المشجع كما ذكرت من الاسباب لنجاح السوق. ويواصل محمد الحماد تاجر ملابس نسائية جاهزة سرد هموم السوق في الجبيل ويقول: من ابرزها كثرة عدد المحلات دون التركيز على التميز او النوعية مما يولد شيئا من الملل وعدم الثقة من بعض الزبائن وبالتالي يتجه البعض الى التسوق من بعض المدن الساحلية القريبة لوجود اشياء في نظرهم مميزة وبصرف النظر عن السعر! ويضيف الحماد قائلا: هناك ايضا ما يسمى بالمعارض المتنقلة او الخيام خصوصا في مواسم الصيف والاعياد حيث يتفاجأ اصحاب السوق بهذه المعارض خصوصا ان اغلبها من خارج المنطقة وبعضها يعمل لصالحه والسواد الاعظم منهم من العمالة الوافدة من هذا المنطلق لست ضد قيام مثل هذه المعارض ولكن يجب ان تكون هناك ضوابط واولويات حتى لا يتضرر اصحاب السوق جراء هذه المعارض الموسمية التي للاسف تأتي بنتائج سلبية على اصحاب السوق والمحلات التجارية التي تعتمد على هذه المواسم في مبيعاتها. اسواق تجارية مغلقة السوق يعاني ركودا وفراغا قاتلين