يتزامن قرب شهر رمضان المبارك مع الإجازة الصيفية التي يتمتع بها الطلبة ما يضيف ورقة رابحة لمتاجر الملابس، التي بدأت مبكرا في الاستفادة من الظرف الراهن في الحصول على مكاسب تتناسب مع حمى الشراء الذي يتصف به الشهر الفضيل، باعتباره من أقوى المواسم، حيث ظهرت لافتات ضخمة على أكثر المراكز التجارية تبشر بالتخفيضات والتصفيات الكبرى وغيرها من الأساليب المختلفة لجذب الزبائن، خصوصا أن الفترة الحالية تعتبر من أخصب الفترات من حيث القوة الشرائية وبالتالي فإن تزامن فترة الصيف مع إطلالة شهر رمضان المبارك يمثل فرصة ذهبية ينبغي استغلالها بالصورة الإيجابية. ورأى عبد الحميد عبد الهادي (تاجر ملابس) أن دخول الملابس الرخيصة أو الشعبية بقوة في السنوات الأخيرة واتساع دائرة الدول المنتجة للملابس الجاهزة وتنوع الموديلات بشكل مستمر، يفرض على الجميع التعامل بواقعية مع التحديات القائمة، وبالتالي فإن محاولة التخلص من الأطنان المتكدسة في المخازن والمعارض يبقى أمرا مشروعا، كما أن التخفيضات تعتبر الطريق الأقصر لتصفية تلك البضائع خلال فترة قياسية، الأمر الذي يجعل عملية التخفيضات عادة سنوية لدى المحلات التجارية. تصريف البضائع وذكر منصور عبد الكريم (تاجر ملابس) أن قرب انتهاء فصل الصيف وترقب دخول فصلي الخريف والشتاء يستدعي طرح الموديلات الجديدة التي تعاقد الشركات بشأنها مع المصانع في مختلف الدول العالمية، وبالتالي فإن محاولة تصريف هذه الموديلات خلال الفترة القليلة المقبلة، يمثل فرصة ذهبية نادرة، خصوصا أن الأسر في الوقت الراهن تعيش أجواء العطلة الصيفية، ما يجعل لديها فرصة للتسوق خلال ساعات الليل، مشيرا إلى أن التخفيضات الحالية لن تستمر كثيرا، إذ ستشعر أغلب المحلات بتداعيات قرب دخول شهر رمضان المبارك مع نهاية الأسبوع المقبل، حيث ستبدأ عملية التحضير لشراء المستلزمات الرمضانية الغذائية، مما يجعل مراكز التسوق المكان الطبيعي خلال الأسبوعين المقبل، ما يستنزف الجزء الأكبر من الميزانية الشهرية. من جانبه قال عبد الله الشمراني (تاجر ملابس) إن ارتفاع درجات الحرارة وموجة السفر التي تصاحب الإجازة الصيفية تحدث نوعا من خيبة الأمل لدى بعض المحلات، خصوصا أن الدورة الصيفية سنويا، تخلق مشاكل تسويقية من الصعوبة بمكان التغلب عليها، الأمر الذي يجعل عمليات التخفيضات والعروض الخاصة لعبة روتينية، فهي تسهم في دفع الطلب بصورة أو بأخرى إلى الارتفاع، ما يحرك المياه الراكدة في الأسواق المحلية خلال أشهر الصيف، مشيرا إلى إن الفترة الحالية تمثل المساحة المتاحة للتحرك بحرية، إذ ستصاب الأسواق بنوع من الشلل التام بمجرد استلام راتب شهر شعبان الجاري، وستتحول الأنظار بشكل مباشر نحو السلع الغذائية، لتستمر هذه الفترة حتى منتصف الشهر الفضيل، وستتحول الأنظار نحو قطاعات أخرى مثل الملابس والذهب وغيرها من السلع الكمالية استعدادا لعيد الفطر المبارك، موضحا، أن الفترة الماضية لم تكن مشجعة على الإطلاق، لاسيما أنها تزامنت مع موجة السفر الكبيرة التي تنشط مع بدء الإجازة الدراسية وارتفاع درجات الحرارة.