كشف متسوقون في عدد من متاجر الأحساء ل» الشرق»، عن أن أصحاب المحلات التجارية يستغلون تزاحم وتسابق المتسوقين، ويعمدون إلى رفع الأسعار. وبين عدد من المواطنين أن هناك تخفيضات وهمية يعلنها بعض أصحاب المحلات لجذب الزبائن، وطالبوا وزارة التجارة بالتدخل لوضع حد لغلاء الأسعار.وأبلغوا « الشرق» أن هذه التخفيضات توضع بهدف جذب الزبون للشراء، مع عدم وجود فوارق حقيقية في الأسعار، على الرغم مما يسوق له التجار بوجود تخفيضات بنسبة %30. شتاء قصير ورغم الأجواء الباردة على المنطقة الشرقية، إلا أن فكرة اغتنام فرصة التخفيضات الهائلة التي غزت السوق أجبرت الكثيرات على الشراء، إذ أن بعض هذه التخفيضات طالت البضائع الشتوية المخزنة من العام الماضي . وقالت مناير العلي، إن فصل الشتاء لن يلبث أن ينتهي، ولذا مانع من اغتنام فرصة التخفيضات وشراء احتياجات الصيف، إذا كانت التخفيضات حقيقية وليست وهمية الاحتفاظ لاسيما أن أسعار الملابس الصيفية تشهد ارتفاعا. وأضافت أنها تشتري ملابس العيد لأطفالها قبل المناسبة بشهرين، تحسبا للغلاء الفاحش الذي يجتاح أسعار الملابس قبل العيد.وأوضح التاجر محمد أبو أسعد، أن نسبة الإقبال على البضائع المخفضة والمتخلفة عن العام الماضي مرتفعة ، ودلل على ذلك بنفاذ كميات كبيرة من البضائع المخفضة، التي تبدو أنسب سعرا خاصة ملابس الأطفال من الذكور. تخفيضات غير حقيقية وأشارت هيا الغانم أن التخفيضات، غالبا ما تكون غير حقيقية، حيث توضع كلمة تخفيضات فقط لجذب الزبائن، بينما الأسعار هي ذاتها لم تتغير و حتى إن تغيرت فالفارق بسيط، مع أن بعضهم يدعي بأن التخفيضات بلغت نصف السعر. واشتكت من غزو البضائع الصينية للسوق وبيعها بنفس أسعار البضائع التركية، على الرغم من أنها لا تملك نصف جودة خاماتها. وقالت إن البضائع التركية قد تكون غالية السعر بالفعل،ولكنها تعيش فترة طويلة، بينما تدفع سعرا مماثلا في بضاعة صينية قد تتلف بعد ثلاث مرات من الغسيل إن لم يكن من المرة الأولى، بالإضافة إلى عدم مراعاة فروقات الجودة و الأسعار، فإذا كان التجار يصرون على جلب البضائع الصينية فلا ضير في ذلك شريطة أن تباع بأسعار تتناسب و جودتها، مع مراعاة فروقات نخب الصناعة في تحديد الأسعار. أسباب التجاوزات « الشرق» توجهت بهذه المفارقات والتجاوزات إلى رئيس اللجنة التجارية في غرفة الأحساء حسن الصالح الذي عزا ما يحدث في الأسواق من تجاوزات إلى أربعة عوامل، تتلخص في رغبة التاجر في التخلص من البضائع الشتوية المتكدسة نتيجة قصر فصل الشتاء، التنافس التجاري، قصور ثقافة ووعي الزبون، بالإضافة للعمالة السائبة. وأوضح الصالح أن مشكلة المفارقات في الأسعار يقف وراءها بعض التجار، بالإضافة لظروف السوق الشرائية في فصل الشتاء، و التي دائما قصيرة ومحدودة، فكثيراً ما ينتهي فصل الشتاء و التاجر لديه مخزون كبير من بضاعة الشتاء، ولهذا يعمد لطرحها في الشتاء المقبل مع بداية قدوم الفصل على أنها حديثة، معتمداً في ذلك على تشابه موديلات فصل الشتاء، ورداءة ثقافة التسوق لدى أغلب الزبائن، بالإضافة لتجار الباطن من الأجانب الذين يشكل الربح بالنسبة لهم كل شي. عيب التجار أما بالنسبة لرداءة البضاعة التي يصاحبها غلاء بالأسعار، قال الصالح إن هذا ليس عيبا بالبضاعة الصينية التي غزت كل العالم وأغلقت المصانع الأوروبية، التي تحولت هي الأخرى من موردة إلى أكبر مستورد من الصين، ولكن الفرق في اختيار التجار، فبينما يختار التجار الأوروبيين أجود أنواع الخامات والموديلات النخب الأول، يهتم تجارنا بالسعر الأوفر بالنسبة له حتى وإن كانت نخب ثالث، بحجة أن الزبون الخليجي وليس السعودي فقط يبحث عن الشكل والسعر المناسب ولا يفكر بالجودة وفي كل الحالات يبيعها بسعر غالٍ، فبغض النظر عن جودة البضاعة فالتاجر يحسب ما تكبده من مصاريف شحن و نقل و جمارك.وأشار إلى أن للجنة التجارية في الغرفة، تسعى بشكل دائم لتوعية التاجر والمستهلك بما له و عليه من حقوق وواجبات، مع بذل ما يمكن من متابعة للحد من الغش بقدر ما تستطيع ولكن بالنهاية ضمير التاجر هو من يحكم.