عندما تحث معلمة اليوغا تلاميذها على التمطي مثل شجرة يقف بنجامين وولفغانغ على اصابع قدميه, وتفتح جينا كاتز راحتيها نحو السقف. الا ان فرنسيس كاراغوديس يتراكض في القاعة ويلعب مع الستائر. ومغفورة لفرنسيس شقاوته, فهو في الثالثة من عمره. وجينا في الرابعة, ولكونها تتلقى التدريب منذ سنتين من القدماء في نشاط يزداد الاقبال عليه: يوغا الاطفال. وبالنسبة للمعلمة جودي كوماتور ومثيلاتها تحول يوغا الاطفال الى تجارة واسعة. فقبل سنتين كانت تعلم 50 تلميذا في الاسبوع في مدرستها الخاصة في الجانب الغربي من حي مانهاتن. اما اليوم فلديها 150 تلميذا يدفعون 20 دولارا مقابل كل حصة تدريب تستغرق 45 دقيقة. وتستضيف كوماتور حفلات ميلاد تدور مواضيعها حول اليوغا لثمانية اطفال مقابل 15 دولارا دون ثمن المأكولات, وتدرب معلمين ومعلمات آخرين بمجموعات مؤلفة من 20 شخصا مقابل 795 دولار لكل منهم لفترة اربعة ايام. وتبيع كوماتور ايضا حرامات استرخاء مزينة برسوم الحيوانات بسعر 75 دولارا. كما انها تبيع مجموعة اشرطة فيديو يوغا الاطفال من عمر سنتين الى سبع سنوات مقابل 77ر16 دولار, وهي تقوم باعداد شريط فيديو خاص بها, وتستعد لافتتاح سلسلة من استوديوهات اليوغا. كما انها تنوي اطلاق البسة يوغا مخصصة للاطفال. والواقع ان الآباء الذين يمارسون اليوغا هم الذين يشجعون اطفالهم عليها واتقان مختلف الوضعيات والحركات, كالتمدد والانثناء والتلوي. تقول والدة جينا سوزان كوبلمان: اليوغا تعلم الانضباط الجيد. ان جينا طفلة نشطة جدا واليوغا تساعدها على التباطؤ. هي مفيدة لمرونتها ايضا. ويبدو واضحا ان الاطفال يستمتعون جدا عندما يتلوون كالافاعي وينبحون كالكلاب او يحاولون تفادي الرذاذ الذي ترشهم به كوماتور وهي تقول لهم: هذا مطر - اذا كنتم تحبون المطر, كونوا شجرة. اما ما اذا كان الاطفال من عمر 3-4 سنوات يفهمون المضمون الفلسفي لليوغا فغير واضح. تقول كوماتور: مع الاطفال الاكبر سنا نتكلم عن التنفس والتأمل, ومع الاصغر سنا نركز على التجارب الايجابية لكي نثير فضولهم باليوغا. انها تجربة بصرية وحسية. وتقول توبي راينر وهي معلمة يوغا في فلوريدا: ان هذه الطريقة تقدم بديلا خاليا من الشدة للرياضات الاخرى. وتضيف توبي: بدأ الآباء يعون ان ممارسة اليوغا افضل لاطفالهم من الرياضة التنافسية. كما ان معظم آباء تلاميذها يمارسون اليوغا بأنفسهم ويلاحظون الفارق الكبير الذي يطرأ على اطفالهم عندما يتعلمون اليوغا - فهم اكثر هدوءا وتوازنهم افضل من السابق. وتقول هيلين غرابيديان وهي صاحبة نادي ليوغا الاطفال في مساتشوستس, ان هذا النوع الرياضي محرر للاطفال في عالمنا العصري المقيد.