اجتمع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس في مقره المحاصر في رام الله مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس، عقب اجتماع طارئ لمجلس الوزراء في غزة كرس لتداعيات عملية القدس الفدائية مساء الثلاثاء، حسبما أعلن نبيل عمرو وزير الاعلام. وقد غادر ابو مازن مع عدد من الوزراء مدينة غزة الى رام الله لحضور اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله برئاسة عرفات هو الثاني بعد اجتماع عقد صباحا وتم خلاله الاتفاق على ان تتواصل الاجتماعات. وقال عمرو: في الاجتماع الطارئ للحكومة ناقشنا الوضع المتدهور خاصة بعد العملية الانتحارية في القدس والتي ادناها بشدة نظرا لما تحمله من انعكاسات سلبية على صورة النضال الوطني الفلسطيني والالتزامات الفلسطينية التى قطعتها السلطة الفلسطينية امام العالم. وقال: توصلنا في هذا الاجتماع الى عدد من المقترحات التي يتوجه بها رئيس الوزراء وعدد من الوزراء الى مدينة رام اللهبالضفة الغربية للاجتماع بالرئيس عرفات واللجنة التنفذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح لاتخاذ القرارات اللازمة وبشكل عاجل لمعالجة التدهور الحاصل في الموقف. وأضاف: نحن من جانبنا سنواصل جهودنا وعملنا الدؤوب والعاجل لتثبيت مبدأ وحدة السلطة الوطنية وسيادة القانون على جميع من يعيش على هذه الارض، محذرا من أن أي رد فعل عسكري اسرائيلي سيعيق عملنا وسيقودنا جميعا الى مزيد من تدهور الاوضاع وهذا ما لا نريد له ان يحدث. وأوقف عباس في وقت سابق أمس الاتصالات مع حركتي المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامي، كما طلب وزير شؤون الامن محمد دحلان من الاجهزة الامنية الاستعداد لتنفيذ قرارات الحكومة الفلسطينة لتطبيق القانون بحق مدبري عملية القدس التي اسفرت عن مقتل 20 شخصا واصابة نحو مائة بجروح. واثر العملية الفدائية الأخيرة، قطعت اسرائيل اتصالاتها مع الجانب الفلسطيني وجمدت تسليم مدينتي قلقيلية واريحا الى السلطة الفلسطينية كما اعلنت انها تدرس الرد على هذه العملية التي تبنتها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحركة الجهاد الاسلامي. ولوحظ أمس زيادة الآليات العسكرية الاسرائيلية حول مدينة رام الله المحاصرة. وأشار عمرو من جهة ثانية الى أن عباس تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الامريكي كولن باول طالب فيه السلطة الفلسطينية باتخاذ اجراءات عاجلة عقب عملية القدس وأبلغه رسالة الإدارة الأمريكية بهذا الشأن وسينقلها عباس الى عرفات. وأعطى رئيس الوزراء الفلسطيني أوامره للاجهزة الامنية أمس باعتقال من يقف وراء عملية القدس. وقال عمرو: لا مناص من اتخاذ اجراءات صارمة .. ان الاقدام على هذه العمليات في وقت نتفاوض فيه على استلام أربع مدن ينظر اليه بارتياب وشبهة عالية. واستطرد قائلا: انه يتحتم على الفلسطينيين استخدام سلطاتهم لاحتواء مثل هذا الموقف الصعب لوقف التطورات السلبية وشدد على ان السلطة ملتزمة بالهدنة بالرغم من كل شيء. ولم يتضح كيف سينفذ عباس تعهداته في الوقت الذي أصبحت فيه قوات الامن الفلسطينية في الضفة الغربية مقيدة جراء الهجمات التي يشنها الجيش الاسرائيلي. ويكافح عباس ايضا للحصول على سلطة فعالة على أجهزة أمنية من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي تلقي اسرائيل والولاياتالمتحدة باللوم عليه في اثارة أعمال العنف وهي تهمة ينفيها. وقال راديو اسرائيل ان القوات الاسرائيلية القت القبض على 17 مشتبها بهم في غارة على الخليل مسقط رأس منفذ العملية التي وقعت مساء الثلاثاء. وأعلنت كل من حماس والجهاد مسؤوليتهما عن الهجوم الذي استنفر حكومة الحرب الاسرائيلية مجددا باجتماع رئيس الوزراء ارئيل شارون مع كبار مسؤولي الحرب والأمن للرد على الهجوم. واصرت حماس والجهاد على ان الحركتين ملتزمتان بالهدنة كما صرحا بذلك بعد تفجيرين الاسبوع الماضي لكنهما اضافتا ان الغارات المستمرة للجيش الاسرائيلي وعمليات الاغتيال تدفعهما للقيام بعمليات ثأرية. وأعلنت رئاسة الحكومة الاسرائيلية في بيان ان الرئيس الامريكي جورج بوش اكد لشارون في اتصال هاتفي أجراه الأول دعمه لاسرائيل في مواجهة المقاومة الفلسطينية التي وصفها بالارهاب. واضاف البيان الاسرائيلي إن بوش شدد على انه لا يمكن التوصل الى تسوية مع الارهاب وانه يجب تصفية المنظمات الفلسطينية. وأعلنت وزارة الخارجية الامريكية ان الولاياتالمتحدة ارسلت امس الاربعاء الى الشرق الاوسط جون وولف الذي كلفه الرئيس بوش الاشراف على تطبيق خارطة الطريق، التي تنص على خطوط عريضة لخطة سلام يفترض ان تؤدي الى قيام دولة فلسطينية بحلول 2005. أعمال الطوارىء والاسعاف عقب الانفجار